لين ضاهر توجه رسالة إلى البابا لاوُن الـ14

0

أكتب إليكم اليوم وقلبي مفعم بالإيمان والأمل، ويدي مرفوعة بالدعاء، لأوصيكم بلبنان، هذا الوطن العريق الذي لا يشبه أي مكان آخر على وجه الأرض. لبنان، أو كما يعرف في اللغة السريانية باسم “لبنى”، يعني أن هذا الوطن هو قلب الرب، قلب ينبض بالمحبة والرحمة، وطن يحمل في جوفه التاريخ والقداسة، وطن يزرع في النفس قوة الصبر والإيمان مهما عصفت به العواصف. لبنان هو أيضًا بلد القديسين، موطن القديس شربل، القديس مارون، والقديس رفقائيل القسطنطيني، الذين تركوا بصماتهم في جباله وغاباته وأديرته، ليصبح كل شبر فيه شاهداً حيًا على القداسة والإيمان العميق.

أوصيكم بشعبه، شعب لم يعرف الاستسلام على الرغم من كل التحديات، شعب يؤمن بأن لبنان بلد التعايش المشترك؛ مسيحيين ومسلمي، جميعهم يتقاسمون هذا الوطن بكل محبة وتسامح، ويصنعون معًا لوحة من الإنسانية تتخطى الاختلافات. إن لبنان، بجباله وغاباته وسواحله، يحمل رسالة سلام نادرة في عالم مضطرب، رسالة تقول إن المحبة والتآخي قادران على تجاوز كل الخلافات والصراعات، وأن التنوع هو مصدر قوته لا ضعفه.

أوصيكم بالأطفال الذين يملأون السماء بضحكاتهم النقية، وبالشيوخ الذين يحملون ذكريات وطن عظيم، وبكل إنسان لبناني يرفع قلبه نحو السماء طالبًا الرحمة والطمأنينة. لبنان ليس مجرد أرض على الخريطة، بل هو وطن لكل من يسعى للسلام، لكل من يثق بأن المحبة والإيمان قادران على شفاء الجراح.

قداسة البابا، أسألكم أن تكونوا لهم نورًا في الظلام، صوتًا للسلام، ملجأً لكل ملهوف، وأملًا لكل من فقد الرجاء. أوصيكم أن تحضنوا لبنان في صلواتكم، أن تشعروا بوجعه وفرحه وأحلامه، وأن تزرعوا في قلوبنا الإيمان بأن الغد سيكون أجمل، وأن لبنان، قلب الرب وموطن القديسين، سيبقى منارة للسلام والمحبة، وشاهدًا حيًا على أن الإيمان قادر على تجاوز كل المحن.

قداسة البابا، كلماتكم بالنسبة لنا ليست مجرد كلمات، بل رسالة حياة تصل إلى كل بيت وكل قلب، وتذكرنا بأن لبنان لم يُخلق عبثًا، وأن روحه النبيلة وأهله الطيبين يستحقون كل دعم وحب ورحمة. أؤكد لكم أن لبنان هو أكثر من وطن، إنه قلب ينبض بالمحبة، قلب الرب، ووطن لكل من يؤمن بالسلام وبلد التعايش المشترك والمحبة.

مع أسمى مشاعر الاحترام والمحبة والتقدير،

الإعلامية لين ضاهر

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.