نظم الإتحاد العمالي العام إعتصاما مركزيا أمام مقره إحتجاجا على الأوضاع الإقتصادية المالية والسياسية، بحضور رئيس الإتحاد الدكتور بشارة الأسمر، رئيس إتحاد نقابات موظفي المصارف جورج الحاج، نقيب أصحاب الشاحنات شفيق القسيس، نقيب المحررين جوزف القصيفي، رئيس رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي نزيه جباوي وحشد من ممثلي النقابات والهيئات العمالية وعمال وموظفين.
إستهل الإعتصام بالنشيد الوطني بعدها ألقى الأسمر كلمة إعتبر فيها “أننا أمام انهيار مبرمج للمؤسسات، يجب أن يتوقف. لا قدرة على إجراء الإصلاحات واستجلاب قطع الغيار، وكلها بالعملة الصعبة. المؤسّسات والقطاع العام والأساتذة في القطاع التربوي يئنون .القوى المسلحة تشكو والبلد ينحدر. إلى أين؟”، مبينًا أن “الطلب من كل السياسيين يصل إلى حدود الأمر:ألفوا حكومة فورا قبل انهيار الهيكل”.
وأشار إلى أن “250 ألف جامعي بلا عمل، والصرف التعسفي على قدم وساق”، داعيا إلى المبادرة وتأليف حكومة، لأنها هي الباب الأول للعلاج، وهي ترسي حدا أدنى من الاستقرار السياسي، الذي يمهد لبداية استقرار اقتصادي، وتعيد وصل ما انقطع مع الدول العربية، وتعيد التواصل مع المجتمع الغربي والمؤسسات المانحة”. وشدد على أن “لبنان في حاجة إلى 5 سنوات من الإغاثة إذا بدأنا اليوم”، سائلا: “من سيؤمن التمويل؟ هل سنؤمن تمويل الإغاثة من أموال المودعين كما حصل في السابق؟ أين تبخرت أموال المودعين والمغتربين”.
وطالب بـ”محاربة الفساد، ب التدقيق الجنائي بدءا من “مصرف لبنان” وصولا إلى الوزارات وانتهاء بالبلديات وبإعادة الأموال التي هربت إلى الخارج وأموال اامودعين. وكل ذلك يتحقق في ظل وجود حكومة قادرة”، مشددا على أن “كفى محاصصة واتهامات، ورفعا للدعم عشوائيا من دون أي خطة بديلة وبطريقة مقنعة، كما يجري اليوم في المواد الغذائية والدواء والمستلزمات الطبية”.
وأكد “أن رفع الدعم سيؤدي إلى انهيار المنظومة الضامنة بأكملها، وأولها صندوق الضمان الاجتماعي”، مشيرا إلى أن “لدينا ثالوثا شبه مقدس في “الاتحاد العمالي” مؤلفا من الضمان الاجتماعي والهيئات الضامنة، المستشفيات الحكومية، والتعليم الرسمي والجامعة الوطنيّة”. وسأل “إذا رفعنا الدعم، من سيدفع الفرق بين تسعيرة الضمان والواقع الفعلي للدولار؟ إذا دفعه الضمان والمؤسسات الضامنة، فستفلس. وإذا دفعه المواطن، فسيفلس”.
وشدد الأسمر على أن “المطلوب معالجة سريعة لكل شيء فكل شيء ينهار. المطلوب الوقوف مع عمالنا في المصانع والمعامل والمصارف لدعمهم”، لافتا إلى أنه “يكفي الاتحاد العمالي فخرا أنه الوحيد الجامع اليوم، فهو يجمع كل الناس من كل الطوائف والمذاهب والأحزاب”.
وأعلن أننا نطلق “اليوم، صرخة تحذيرية. ومن السهل علينا أن نقطع الطرقات، لكننا لن نلجأ إلى هذا الأسلوب الذي يزيد من تدمير البلد، ويحرم العمال والمياومين من الحصول على قوتهم اليومي. سنبادر إلى تقييم واجتماعات وتوسيع الحلقة النقابية، باتجاه جبهة نقابية موحدة تواكب التطورات الخطيرة التي تحصل في لبنان”.
وألقى القصيفي كلمة أكد فيها أنه “لا للدولة الضائعة والتائهة والمتفككة ولا بد من حكومة مقتدرة تشكل في القريب العاجل لتأخذ على عاتقها مواجهة كل التحديات ومعالجة كل الملفات”.ودعا كل النقابات إلى الإتحاد ونسيان خلافاتها السياسية والفئوية وليكن هناك برنامج عمل واضح في القريب العاجل يبدأ بالضغط من أجل تشكيل حكومة في اسرع وقت ممكن وينتهي بأن نضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه أن يمد يده إلى لقمة عيش الفقير ودواءه وحقه في الطبابة”.
وحذر القصيفي “أيا كان من إستغلال حال البؤس لكي يطرح طروحات تصب في مصلحة دولة الجباية على حساب دولة الرعاية”.
أما جباوي فأكد “أن الدولة يجب أن تكسب ثقة الناس وثقة المجتمع الدولي لكي يساعد لبنان فينتشله من محنته والا لن نذهب الى أي حل”، لافتا إلى “أننا سنبقى في الشارع ولن نهدأ ونستكين حتى نستعيد كرامتنا قبل كل شيء وحقوقنا التي هدرت بفضل سياستكم الفاشلة”.
وأكد القسيس وقوف نقابة أصحاب الشاحنات إلى جانب الإتحاد العمالي العام ومطالب العاملين المحقة.