النجف تشهد أول لقاء تاريخي بين المرجعيتين الكاثوليكية والشيعية في العراق

البابا يشارك بتجمع لمختلف الأديان والطوائف في مسقط رأس النبي ابرهيم مدينة "أور" الأثرية

السيستاني مستقبلاً بابا الفاتيكان فرنسيس في بيته المتواضع بالنجف
0

45 دقيقة من الحديث بين البابا والسيستاني حول التحديات الكبيرة التي تواجهها الإنسانية

ممثلون عن الأديان والطوائف يلتقون في مدينة “أور” الأثرية بالعراق

في لقاء تاريخي هو الأول من حيث أهميته في القرن الحديث استقبل، اليوم السبت 06/03/2021، المرجع الإسلامي الشيعي العراقي آية الله العظمى السيد علي السيستاني المرجع المسيحي الكاثوليكي بابا الفاتيكان، البابا فرنسيس، في مدينة النجف، في لقاء استغرق 45 دقيقة، من ضمن زيارة هي الأولى للبابا إلى العراق.

وأفاد مكتب السيستاني، في بيان، بأنه خلال اللقاء مع بابا الفاتيكان “دار الحديث حول التحديات الكبيرة التي تواجهها الإنسانية في هذا العصر ودور الإيمان بالله وبرسالاته والالتزام بالقيم الأخلاقية السامية في التغلب عليها”.

وأضاف البيان أن السيستاني “تحدث عما يعانيه الكثيرون في مختلف البلدان من الظلم والقهر والفقر والاضطهاد الديني والفكري وكبت الحريات الاساسية وغياب العدالة الاجتماعية، وخصوص ما يعاني منه العديد من شعوب منطقتنا من حروب وأعمال عنف وحصار اقتصادي وعمليات تهجير وغيرها، ولا سيما الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة”.

وأشار السيستاني إلى “الدور الذي ينبغي أن تقوم به الزعامات الدينية والروحية الكبيرة في الحد من هذه المآسي، وما هو المؤمل منها من حثّ الأطراف المعنيّة، ولا سيما في القوى العظمى، على تغليب جانب العقل والحكمة ونبذ لغة الحرب، وعدم التوسع في رعاية مصالحهم الذاتية على حساب حقوق الشعوب في العيش بحرية وكرامة”

وأكد السيستاني على “أهمية تضافر الجهود لتثبيت قيم التآلف والتعايش السلمي والتضامن الانساني في كل المجتمعات، مبنياً على رعاية الحقوق والاحترام المتبادل بين أتباع مختلف الاديان والاتجاهات الفكرية”. وأشار السيستاني إلى “مكانة العراق وتاريخه المجيد وبمحامد شعبه الكريم بمختلف انتماءاته”، وأبدى أمله بأن “يتجاوز محنته الراهنة في وقت غير بعيد”.

كما أكد السيستاني على “أهمية أن يعيش المواطنون المسيحيون كسائر العراقيين في أمن وسلام وبكامل حقوقهم الدستورية”، وأشار إلى “جانب من الدور الذي قامت به المرجعية الدينية في حمايتهم وسائر الذين نالهم الظلم والأذى في حوادث السنين الماضية، ولا سيما في المدة التي استولى فيها الإرهابيون على مساحات شاسعة في عدة محافظات عراقية، ومارسوا فيها أعمالاً إجرامية يندى لها الجبين”.

في الوقت عينه، أفاد بيان صادر عن الفاتيكان بأن زيارة البابا فرنسيس للسيستاني استغرقت 45 دقيقة أكد البابا، خلالها، على “أهمية تنمية الاحترام المتبادل والحوار من المساهمة في خير العراق والمنطقة للبشرية جمعاء”.

وذكر بيان الفاتيكان أن اللقاء “كان فرصة للبابا لتقديم الشكر إلى آية الله العظمى السيستاني لأنه رفع صوته مع الطائفة الشيعية في مواجهة العنف والصعوبات الكبيرة في السنوات الأخيرة، دفاعاً عن الأضعف والأكثر اضطهاداً، مؤكدين قدسية الحياة البشرية وأهمية وحدة الشعب العراقي”.

البابا يشارك لقاء ممثلي الأديان والطوائف في مدينة “أور” الأثرية حيث يعتقد بأنها مسقط رأس أبي الأنبياء ابرهيم (ع) بالعراق

وبهذا اللقاء يكون البابا استهل ثاني أيام زيارته التاريخية للعراق بالتوجه من بغداد إلى النجف، صباح اليوم السبت 06/03/2021، لعقد هذا اللقاء التاريخي مع المرجع الشيعي العراقي آية الله العظمى السيد علي السيستاني.

وبعد هذا الاجتماع توجه البابا فرنسيس إلى مدينة “أور” الأثرية التي يُعتقد أنها مسقط رأس النبي إبرهيم حيث شارك في تجمع لمختلف الأديان والطوائف.

وكان بابا الفاتيكان وصل العراق، عصر الجمعة،، في زيارة هي الأولى من نوعها تستغرق ثلاثة أيام.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.