22 ضحية وأكثر من 79 جريحاً في بانفجار خزان بنزين بعكار

مصيبة جديدة تهز لبنان.. والحريري يدعو عون إلى الرحيل

إنفجار خزان بنزين في "التليل" بمحافظة عكار شمال لبنان
0

22 ضحية وأكثر من 79 جريحاً أصيبوا بجروح بليغة بانفجار خزان بنزين في “التليل” بمحافظة عكار، شمال لبنان.

مصيبة جديدة هزت هذا الوطن، بعد سنة من انفجار مرفأ بيروت، وفيما وجه وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال حمد حسن نداء لإجلاء الجرحى إلى الخارج أعلن الامين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء الركن محمد خير عن وجود اتصالات مع تركيا ومصر لنقل الحالات الخطرة اليهما، وقد سارعت ‏مصر الى الإعلان عن انها سترسل طائرات لنقل الجرحى وعلاجهم في القاهرة، ومن بيروت توجهت سيارتا اسعاف من فوج الإطفاء إلى التليل محملتان بأدوية معالجة الحروق لمعالجة الجرحى الذين أصيبوا بحروق بدرجات متوسطة.

هذا في حين اعلنت قيادة الجيش عن توقيف “المدعو (ر.أ) ابن صاحب قطعة الأرض التي انفجر فيها خزان الوقود “وأدى إلى سقوط عدد من الإصابات بين مدنيين وعسكريين”، دعا رئيس الجمهورية ميشال عون المجلس الأعلى للدفاع إلى الالتئام فوراً، محذراً من “تسييس المأساة التي وقعت في التليل واستغلال دماء الشهداء لرفع شعارات وإطلاق دعوات تكشف بوضوح نيات مطلقيها وضلوعهم بمخططات هدفها الإساءة الى النظام ومؤسساته”.

وأجمعت المواقف والبيانات على تحميل المسؤولية لمنظومة الفساد، ونشر الرئيس سعد الحريري، في صفحته عبر “تويتر”، صورة لانفجار مرفأ بيروت في 4 آب وصورة أخرى تروي أحداث أمس الأحد، كاتباً فوقها: “4 آب + 15 آب= عهد جهنم”.

وتوجه الحريري في تصريح إلى عون مخاطباً: “عكار حركت جميع اوجاع اللبنانيين يا فخامة الرئيس ولم تتحرك فيها أدوات الفتنة أنت ترى اوجاع الناس فتنة ونحن نراها صرخة تعلو في وجهك، إرحل يا فخامة الرئيس.. إرحل”.

وكذلك انتشر فيديو على مواقع التواصل الإجتماعي يظهر شباناً غاضبين في عكار وهم يقطعون الطريق وينزلون عناصر الجيش اللبناني من احدى الحافلات مانعينهم من الالتحاق بمراكز عملهم، بينما كانت نائب رئيس حكومة تصريف الأعمال وزير الدفاع والخارجة زينة عكر تتابع من عمان حيث هي بزيارة رسمية.

واقتحم عدد من ابناء عكار الذين تجمعوا صباحا في موقع حصول الانفجار، ورشقوا عناصر الجيش بالحجارة في فورة غضب ، وعمدوا الى احراق شاحنة يملكها صاحب مستودع التليل وأحرقوا منزله.

أبرز المواقف تقدمها رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي قال وصف، في بيان، الانفجار  بـ”فجرٌ أسود ودامٍ جديد في تاريخ لبنان واللبنانيين”،

وسأل: “أما آن لهذا الليل ان ينجلي؟”.

وقال الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي: “ما حصل يستصرخ ضمائر الجميع للتعاون لانقاذ اللبنانيين مما هم غارقون فيه من ويلات ونكبات واهمال”.

بدوره أجرى رئيس حكومة تصريف الأعمال الدكتور حسان دياب سلسلة اتصالات لمتابعة كارثة الانفجار وأوعز إلى الوزراء المعنيين بالاستنفار الكامل.

ورأى، في بيان، أن “ما حصل في بلدة التليل في عكار هو مأساة إنسانية تسبب بها الفساد الذي بدأ ينهش الكرامة الإنسانية بعدما قضى على مقدرات الوطن”.

وتقدم وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال العميد محمد فهمي من ابناء عكار معزياً وتمنى الشفاء العاجل للجرحى.

وغردت وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال منال عبد الصمد نجد على “تويتر”: “من الضروري التنبه من احتمال وجود مواد أخرى قابلة للاشتعال. الرجاء الانتباه”.

وناشد رئيس “الحركة الشعبية اللبنانية” النائب مصطفى حسين بالتعازي “جميع المسؤولين وضع الامكانات الطبية والاسعافية كافة بتصرف الطواقم الطبية التي تعمل لمعالجة المصابين”.

وغرد رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، عبر “تويتر”  معلناً: “‏نبهنا من أسبوعين أن عكار صارت وكأنها خارج الدولة بسبب عصابات المحروقات يلي عم يسكروا الطرق والمحطات ويخطفوا الصهاريج؛ لازم اعلان عكار منطقة عسكرية حماية لأمنها ولكل اهلها؛ ولازم الحكومة تجتمع لاتخاذ القرار، ولتوقف قرار الحاكم يلي عم يسبب فوضى ويولد فتنة…وهيدي اولى نتائجه”.

من جهته، غرد النائب فؤاد مخزومي عبر “تويتر”: “‏كارثة جديدة يتحمل مسؤوليتها من يحكم البلد وتستدعي محاسبتهم ورحيلهم. الرحمة للشهداء والشفاء العاجل للجرحى”.

وقال النائب طارق المرعبي: “إن الواقع الحياتي والمعيشي المأزوم وغياب المعالجات الفعالة، أوصلت بنا الى أوضاع كارثية”.

وطالب النائب السابق نضال طعمة، في بيان، بتحقيق شفاف وبالإسراع “في تشكيل حكومة قادرة على وضع حد لحفلة الجنون التي تقتلنا واحدا تلو الآخر، التي تعبث بأمننا ولقمة عيشنا، فقط لأن الحسابات السياسية لا تتلاقى مع مصالح هذا وطموحات ذاك”.

“الحراك المدني العكاري” اعتبر أن “الاهمال وعدم المسؤولية وتخلي الاجهزة عن دورها أوصلنا للمجزرة”.

ولفت في بيان الى أنه “كان يمكن أن تحصل هذه المجزرة منذ أكثر من شهر يوم تمت مصادرة صهريج بنزين فوق جسر المحمرة قبالة أفران لبنان الاخضر، وقام الشباب بفتحه وتعبئة البنزين، يومها أطلقنا النداء تلو النداء بضرورة الانتباه والمعالجة والحفاظ على ارواح الناس، لكن لا مجيب”.

وسأل: “أي دولة تقبل ان يتم تخزين المواد الملتهبة والمعدة للتهريب بين بيوت السكان؟”.

وكتب العلامة السيد علي فضل الله عبر “توتير” مغرداً: “إن الفاجعة ينبغي أن تكون دافعاً لملاحقة كل الفاسدين والجشعين الذين تسببوا بتجويع اللبنانيين وموتهم وترك الوطن لمصيره المجهول”.

وحذر مجلس بلدية صيدا برئاسة المهندس محمد السعودي من مخاطر تخزين المحروقات وآثرها المدمر، ودعا الى “التنبه وإتخاذ كل إجراءات السلامة العامة أمام محطات الوقود”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.