“الوفاء للمقاومة”: إبقاء لبنان دون حكومة تضييعٌ مؤسف لفرص إنقاذيّة وإنمائيّة

كتلة "الوفاء للمقاومة" النيابية ملتئمة برئاسة محمد رعد
0

هنأت كتلة “الوفاء للمقاومة” الشعب الفلسطيني وفصائله المقاومة على الإنجاز الأمني المبدع الذي حققه الأسرى الأبطال عبر النفق المذهل الذي صدّع منظومة التحصينات الآمنة التي اعتمدها العدو الصهيوني في أحد أهم وأحدث قلاعه وزنزاناته الكاشفة عن مدى تفريطه بحقوق الإنسان وتنكره لها.

ورأت الكتلة، في بيان، أنّ الشعب الفلسطيني المجاهد يثبتُ يومًا بعد يوم أنّ إرادة التحرير والتحرر لديه أقوى وأفعل وأعمق من كل التحايل والتواطؤ والتآمر الدولي الذي يستهدف هويته فضلاً عن أرضه وسيادته.

وقالت إن وهج الإعلان عن بدء مسار البواخر الإيرانية المحملة بالمحروقات، لفح وجوه كل المراهنين على جني ثمار الحصار الاقتصادي الذي تفرضه الإدارة الأمريكيّة على لبنان وشعبه ودولته بهدف الإخضاع والتسلط والهيمنة على إدارة شؤون البلاد والتحكم بسياساته. كما أن إصرار سماحة الأمين العام لحزب الله على مساعدة اللبنانيين ورفض إذلالهم وخرق الحصار الاقتصادي المفروض عليهم، أرغم الأميركيين على الرضوخ والمسارعة إلى إجراءات تبقي لهم موقعًا ولو باهتًا على هامش المشهد السيادي الذي رسمته المقاومة عبر تحدّيها للحصار وعزمها على رفعه.

وتابعت: “لقد كشفت المقاومة للبنانيين بوضوح هشاشة الأقفال الأمريكية المستخدمة في حصار بلدنا وفرضت تعاطيا مختلفًا مع ما سمي بقانون قيصر ليتلاءم مع متطلبات مسار استئناف العلاقات بين سوريا ولبنان، كما حركت خيار الاستجرار للطاقة عبر بلدان عربية كانت تطوي العمل بهذا الخيار”، مضيفةً: “كما بات واضحًا أن الأزمة الاقتصادية الخانقة التي عانى منها اللبنانيون، ما كانت لتتفاقم لولا سياسة الابتزاز الأمريكية التي عملت على توظيف آلام وأوجاع اللبنانيين من أجل انتزاع إذعانهم لإملاءات الإدارة الأمريكيّة”.

وقالت: “لقد بدا الأمريكيون متلبسين بالحصار الاقتصادي للبنان بالجرم المشهود وانفضح بهذا المشهد كل الأداء العدائي الأمريكي الذي كان يتلطى خلف مظاهر إنمائيّة وحقوقيّة ملفّقة ومخادعة”.

واعتبرت الكتلة أن ابقاء لبنان دون حكومة فاعلة وناشطة هو هدر موصوف لمصالح البلاد واللبنانيين وتضييعٌ مؤسف لفرص إنقاذيّة وإنمائيّة، وإفراط لدى الأفرقاء المعنيين مباشرةً بالتأليف في توهم القدرة لاحقًا على استدراك ما فات، من خلال التحكم بدفّة إدارة الاستحقاقات الدستوريّة المقبلة.

وقالت إن الكتلة لا تزال تؤكد موقفها الداعي إلى وجوب تشكيل حكومة تدير شؤون البلاد لأنّ المصلحة الوطنيّة باتت متوقفة على ذلك، وكل ما عدا هذا الاتجاه لا يصب في خير لبنان ولا يأتي بالخير لأبنائه.

ولفتت إلى أنه “لئن بقيت البلاد تنتظر إنجاز التشكيلة الحكوميّة رغم تباين التقديرات فقد أحدث نفق الأسرى الفلسطينيين الأحرار في سجن جلبوع الصهيوني ثقبًا عميقًا في هيبة العدو وثقته بتحصيناته تهاوت معه أوهام التفوق المزعوم والقدرة على مواصلة الاحتلال”.

وفي ذكرى استشهاد نجل الأمين العام لحزب الله السيد هادي نصر الله، قالت الكتلة: “في الثاني عشر من شهر أيلول من كل عام، موعد متجدد مع العز والفخار، أبرمته مقاومتنا الإسلاميّة قيادة ومجاهدين بالدم والروح، اذ لم تبخل على شعبنا ووطننا بعزيزٍ حتّى ولو ارتقى ليكون ابنًا للأمين العام. منذ أربعة وعشرين عامًا وأخوة ورفاق الشهيد هادي نصر الله والشهيدين مغنيّة وكوثراني في المقاومة الإسلاميّة، والنقيب في الجيش اللبناني جواد العازار، يستشعرون المجد عند مواجهة جبل الرفيع وينتقلون من نصرٍ إلى نصر، ورغم تتابع التحديات فإرادة المواجهة وعزم التصدّي لدى شعبنا يكشفان كم هو عظيم إنساننا المجاهد والشهيد، وكم هي عظيمة أمّة المجاهدين والشهداء. وسيبقى لبنان حاضنًا لمعادلة النصر التي تصنع مجد حاضرنا ومستقبلنا عبر شعبه وجيشه ومقاومته. وختامًا.. لأبي هادي سيد المقاومة هنيئًا لك مجددًا شهادة عزيزك هادي، وهنيئًا للبنان قيادتك مسيرة المقاومة فيه ضد أعدائه.

وفي رثاء رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى عبد الأمير قبلان، قالت كتلة الوفاء للمقاومة: إن ارتحال صاحب السماحة رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى عبد الأمير قبلان قد أثار فينا الحزن والأسى فلقد انتقل رحمه الله إلى مقرّه الأبدي عن عمرٍ كان له ميدانًا رحبًا للإيمان والعمل الصالح، وفرصة إلهيّة جرى اغتنامها لنصرة الدين وقضايا الأمّة، شارك فيها قيادات وأعلامًا، وعايش فيها ألوانًا من الناس والجهات، وثبت فيها وفيًّا ودودًا محبًّا للمحرومين ولإمامهم، وللمجاهدين والشهداء، وللفقراء ودائع الله لدى عباده الكرماء. لقد ودّعناه جميعًا، وأودعناه ربًّا رحيمًا، لا يعزب عن علمه مثقال ذرّة في الأرض ولا في السماء، وهو اللطيف الخبير.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.