جهاد ياسين: الحديث عن تهميش وهاب جعله بارزاً كأرز الباروك

الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد ورئيس "حزب التوحيد العربي" الوزير السابق وئام وهاب
0

إستحوذ اللقاء الكبير الذي شهدته عاصمة الأمويين دمشق باستقبال الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد على الكثير من الاهتمام، لبنانياً وعربياً، بحيث شكّل محور الحدث، لما له من تأثيرات مهمة ربما تحدث تغييراً يعوّل عليه يعيد تصويب الأمور على مستوى العلاقات البينية التي تهم بعض القادة اللبنانيين لجهة اندمال الجروح.

وفي هذا السياق يقول رجل الأعمال جهاد ياسين: إن السلوكيات الأخلاقية والقيم الإنسانية فرضت نفسها وجدانياً، إنتصرت وفازت لتبقى الاستثناءات والتسهيلات مفتوحة بغية تمتين جسور التواصل لتكون مدخلاً يفتح الأبواب الموصدة؛ أما وأن الغلبة لهذا المفهوم والمنطق المفروض فيمكن النظر إليها على أنها الركيزة التأسيسية للخروج من الأزمات والمعاناة وحل القضايا العالقة محلياً ودوليا.

ذهاب الوفد الوزاري اللبناني، أولاً، إلى سورية، ثم تبعه وفد مشايخ طائفة الموحدين الدروز الذي تقدمه رئيس “الحزب الديمقراطي اللبناني” النائب طلال أرسلان ورئيس “حزب التوحيد العربي” الوزير السابق وئام وهاب، بما لديهما من مفاهيم وأفكار تنسجم مع تلاقي توجهاتهما السياسية والستراتيجية نحو سورية ولبنان، واستقبال الرئيس الأسد لهذا الوفد الكبير، يعني، في ما يعنيه، ترسيخاً للدور المستمر والمكانة العالية لقائد الثورة العربية الكبرى سلطان باشا الأطرش الذي ورث عنه أبناؤه وأحفاده العروبة الصافية والوطنية الحقيقية، بعيداً من لغة المصالح الشخصانية المدمرة للشخصية العربية.

ويلاحظ السيد ياسين، على هامش اللقاء الكبير مع الأسد، التركيز على رئاسة الوفد وحجمه بما يلفت إلى وكأنّ وئام وهاب سعى لتحقيق هذا اللقاء لإظهار مقدرته في مقامه انطلاقاً من مسيرته الطويلة التي كانت وما زالت بعيدة عن صورة احترق فيها غيره بحرارة الأضواء فيما هو يتعاطى مع الأمور بطريقة ذكية تبعد النار عنه.

ويمضي ياسين: لذا فإني لا أفهم الهدف من الحديث عن تهميش حضور وهاب الذي كان فاعلاً بدون أدنى شك، وهذا ما يجعل منه بارزاً كأرز الباروك في لبنان والنسر العربي الفارد جناحيه على مدى الوطن العربي من المحيط إلى الخليج. الإعلام كان يجب أن يكون ذكياً في قراءة المشهد.

قد يكون الكثير من الناس على مسافة طويلة مما يحدث في لبنان والعالم العربي، يقول ياسين ويتابع: شخصياً لا أدافع عن الوزير وهاب، إنما في مواكبتي لمواقف المسؤولين والقادة، يلفتني ما يقوله هذا السياسي الميداني؛ يتكلم بصراحة انفعالية، أحياناً، وهذا طبيعي كونه يفهم لغة الرصاص، وهنا أقصد بالرصاص الكلمات التي ينطق بها حيث تأتي كالرصاص تصيب الهدف دائماً فيشغل بال المعني به.

هذا لا يعني اني لم التق به، سابقاً، بل كانت المناسبة أني شرحت له، في زيارة خاصة بالجاهلية، عن ملفٍ بحوزتي حول مزارع شبعا، فطلب مني تزويده به، وفعلاً تم ذلك عبر مساعديه، لكن انشغالاته المكثفة حالت دون تحقيق لقاء ثان. آمل أن اتمكن من لقائه قريبا. لهذا الرجل مكانة خاصة عندي، علماً اني انتظر لقاء قادة آخرين، لبنانياً ودوليا.

أما وقد ذكرت ملف المزارع فهذا مرتبط، في مطلق الأحوال، بالمفاوضات حول استرجاع الأراضي المحتلة.. وهنا يمكن الإشارة الى القمة الثلاثية التي استضافتها، منذ مدة، بغداد حيث جمعت بين قادة مصر والأردن والعراق وناقشت “مشروع الشام الجديد” و”سد النهضة”، وتبعتها قمة “دول الجوار الإقليمي” في بغداد والتي ضمت ممثلين عن دول وهيئات أممية، واستعرضت كل ما يتعلق بمشكلات المنطقة ومنها قضية “مزارع شبعا”.. وهذا الأمر يقع ضمن سياق تحقيق السلام والأمن القومي العالمي الشامل والمتوازن.

أهمية وئام وهاب أنه يقرأ المشهد “صح”.

ما يجدر ذكره أن كل ما يحصل، يقول السيد ياسين، إن وهاب يراقب المستجدات في طريقة تعاطي الإدارة الأميركية مع قضية الشرق الأوسط، وما يثبت كلامه ما قالته وزير الطاقة الأردنية السيدة هالة زواتي من ان العاهل الأردني عبد الثاني ناقش موضوع مساعدة لبنان مع الرئيس الأميركي جو بايدن، وفعلاً اتخذ بايدن قراراً بإرسال مساعدات للجيش اللبناني.

منصور شعبان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.