قال رئيس “التيار الوطني الحر في لبنان” النائب جبران باسيل إن روسيا لا تتدخل في شؤون بلاده، مضيفا أن تياره يطلب من موسكو المساعدة في إيجاد الحلول.
وأضاف في تصريحات لـRT أن “النظام السياسي في لبنان فاشل ولا يعمل ويجب إصلاحه”، مؤكدا أن “تأليف الحكومة غير ممكن من خلال شخص واحد”.
وتابع: “أموال اللبنانيين وودائعهم سرقت، ونطالب بالتدقيق الجنائي لاستعادتها”.
وأرجع باسيل الوضع الحالي في لبنان إلى “النظام الطائفي الذي يحول دون الإصلاح في البلاد”.
وفي حديثه عن “حزب الله” أكد باسيل أن تياره “يتفق مع الحزب على مواجه إسرائيل والإرهاب وسيادة القرار اللبناني”.
وأشار إلى أن “حزب الله ليس منغمسا بالفساد، لكنه ولأسباب عديدة غير ناشط في محاربته وهذا يؤخر مشروع الإصلاح”.
عن انفجار مرفأ بيروت، قال باسيل إن الحادث “لا يمكن فصله عن الحصار المالي والاقتصادي والثورة الملونة الممولة من الخارج”.
وبشأن العلاقات مع إسرائيل، قال باسيل إن تياره “لا يسعى للتطبيع أو السلام الاقتصادي مع إسرائيل، وهدفنا تجنب نزاع اقتصادي معها”.
وشدد باسيل في الأخير على ضرورة عودة سوريا إلى الجامعة العربية، لافتا إلى أن “مشكلات سوريا لا يجب أن تعالج خارج الفضاء العربي”.
قبل ذلك، عقد رئيس باسيل مؤتمرا صحافيا في موسكو، بعد لقائه وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، قال فيه:
“قمنا اليوم بزيارة لموسكو واستهللناها بلقاء بأصدقائنا في الخارجية الروسية السيد بوغدانوف ومسؤولين آخرين، وعلى رأسهم الوزير لافروف وتشرفنا بتلبية دعوته الى الغداء، على أن نستكملها بلقاءات اخرى على مدى يومين. وأنا أكون سعيدا في كل مرة أكون فيها هنا في موسكو وهنا في Novots، حيث تعطيني روح الشرق وروحانيته المجال لأستشرف بعض الاستراتيجيات والأفكار التي يمكن أن تخدم بلدي لبنان، وتخدم قضية الاستقرار والازدهار في منطقتنا. ولذلك، إن الأمور التي نبحثها كثيرة ومتشعبة من الدولي إلى الإقليمي فاللبناني”.
وعن “المشرقية ولبنان”، قال: “عرضنا أولا مشرقية لبنان وأهمية دوره ووجوده في هذا المشرق، وكيف أن لبنان بتنوعه واستقراره يمكن أن يكون عاملا إيجابيا لازدهار المنطقة. لقد طرحنا طبعا فكرنا حول وجوب انشاء السوق المشرقي الذي يضم لبنان وسوريا والعراق والاردن، وفلسطين طبعا عند انشاء الدولة، وكيف لهذا الإطار الاقتصادي ان يسهم ايجابا في استقرار المنطقة ويساعد في إعادة اعمار سوريا والعراق وإنهاض لبنان من محنته الاقتصادية المالية. وفي هذا الإطار، يأتي موضوع الغاز والنفط في البر والبحر، ربطا بكل مصافي وانابيب النفط والغاز الآتية من الشرق باتجاه الغرب، وكيف يممكن أن يكون منتدى غاز ونفط الشرق إطارا جيدا لذلك”.
وعن “لبنان واستقراره”، قال: “تباحثنا في ضرورة ان يكون لبنان مستقرا ومزدهرا، وان هذا عامل الزامي لحماية التنوع فيه ولحماية أيضا الأقليات فيه وفي المنطقة وللحفاظ على دورها الكامل في الادارة والسياسة والاقتصاد، وعلى خصوصية لبنان ودور المسيحيين المتناصف فيه، لأن من دون ذلك، لن يكون هناك دور كامل، ومن دونه لن يكون هناك وجود كامل، ومن دون ذلك في لبنان لن يبقى مسيحيون في الشرق”.
وأشار إلى أن “بعض السياسات الدولية ساهم في تهجيرهم من الشرق”، وقال: “يؤمل من السياسة الروسية في مشرقنا أن تساهم بتثبيتهم فيه وإعادتهم اليه ليتعايشوا ويتآخوا ويساهموا في سلام المنطقة. لبنان له دور كبير في مكافحة الإرهاب عسكريا وفكريا، وهو أول من نجح في ذلك. لبنان إذا أخذ كل حقوقه، وأوقفت الإعتداءات عليه برا وبحرا وجوا من اسرائيل، ومحاولات قضم أراضيه أو ثرواته، فيكون أيضا عامل استقرار وسلام في المنطقة. ولبنان اليوم، نتيجة الضغوط عليه ونتيجة الفساد في داخله انهار، وتلزمه إصلاحات جذرية وبنيوية لإنهاضه، وهذا يتطلب قرارا سياسيا لبنانيا غير مكتملة عناصره، ويلزمه حكومة من الإختصاصيين تكون مدعومة من القوى السياسية والبرلمانية الأساسية لكي تتمكن من تحقيق هذه الإصلاحات، من دون ان تكون فيها القدرة لأحد على السيطرة عليها وعلى منع هذه الإصلاحات من التحقق”.
أضاف: “إذا كان لبنان متوجها الى اعتماد خيار صندوق النقد الدولي فهذه الإصلاحات معروفة، وعلى رأسها التدقيق الجنائي، إضافة الى ضبط التحويلات الى الخارج وإعادة الأموال المحولة من لبنان الى الخارج وغيرها. لا يمكن إجراء الإصلاح وإعادة بعض الحقوق للبنانيين من دون ذلك، حتى ولو توجه لبنان الى الشرق بدل الغرب، او اذا بقي متوسطا بين الشرق والغرب. غربا او شرقا او ما بين الاثنين، لا يمكن إنهاض لبنان من دون إصلاحه. الحكومة لازمة، لكنها غير كافية، اذا لم تتمتع بالقرار والإرادة والقدرة على الإصلاح. هذا شأن لبناني، روسيا لا تتدخل بالشؤون الداخلية، لكنها تدفع باتجاه الإصلاح وهذا ما نشكرها عليه، ونحن كلنا بانتظار ان يأخذ رئيس الحكومة المكلف قراره بالسير بتشكيل الحكومة والأهم قراره بالإصلاح”.
وعن دور روسيا، قال: “لروسيا أدوار عدة في المنطقة ولبنان تصب في مصلحتنا، ومنها: إحقاق التوازن الدولي في المنطقة وهذا يصب في خانة العدالة الدولية، لعب دور إيجابي في عملية السلام على قاعدة الحقوق وليس على قاعدة العنف والقوة، رعاية هذا الحضن المشرقي وحمايته ليلعب دوره الإقتصادي الفاعل، حماية التنوع والأقليات بعدم استفرادها وإشعارها بأنها معدة دائما للترحال، لعب دور محوري في عودة النازحين السوريين الى بلدهم، حفاظا على وحدة سوريا ونسيجها الاجتماعي ونسيج الدول المحيطة فيها، وعلى رأسها لبنان، الانتخابات الرئاسية السورية وتثبيت الرئيس الأسد ستكونان عوامل مسرعة ومطمئنة ومشجعة لهذه العودة، لعب دور محفز لحل مشاكل الحدود والخطوط، وتحديدا التشجيع لإطلاق المفاوضات حول الحدود البحرية بين لبنان وسوريا، إقامة مشاريع تنموية واستثمارية ضخمة في المنطقة، وأذكر منها ما يساعد لبنان، على قاعدة BOT، ومن ضمن المشروع الإصلاحي لإنهاض لبنان، وذلك ببناء مصافي النفط في جنوب وشمال لبنان، بالمشاركة بمشاريع إنتاج الغاز في البحر اللبناني وهو حاصل جزئيا الآن، وبإمكانية المساهمة بمشاريع الكهرباء والمرفأ وسكك الحديد، وخصوصا تلك المرتبطة بسوريا والعراق والأردن مما يعزز السوق المشرقي”.
واختتم: “نحن، ومن موقع الصداقة والعلاقات الممتازة بين لبنان وروسيا، نشجع على كل ما ينمي ويطور هذه العلاقات وتلك الأدوار المذكورة من كبيرها الى صغيرها، وصغيرها كثير كإقامة مشاريع تنموية تثبّت الناس في أرضهم، كالسياحة في لبنان وإعادة إطلاق الخط الجوي المباشر بين البلدين وكإطلاق أطر تعاون ثقافي ومجتمعي وحزبي. شكرا لروسيا على ما ابلغني به الوزير لافروف من تقديم روسيا لقاحات مجانية بناء على رسالة خطية موجهة من رئيس الجمهورية اللبنانية، اضافة الى اللقاحات التجارية”.