جريمة ثأر في خلدة تحولها إلى ساحة مواجهة حقيقية

جانب من موكب تشييع القيادي في حزب الله علي شبلي (محمود الطويل)
0

تدهور الوضع الأمني في لبنان وتحولت بلدة خلدة إلى ساحة مواجهة حقيقية بعد اطلاق مسلحين ينتمون الى عشائر المنطقة النار على موكب تشييع علي شبلي القيادي في سرايا المقاومة التابعة لـ”حزب الله”.

واندلعت الاشتباكات وإطلاق النار بعد وصول الموكب من المستشفى إلى منزله حيث ارتفع عدد القتلى إلى خمسة أشخاص، إضافة الى عدد من الإصابات، وانتشرت قوات الجيش وعملت على نقل المصابين بحسب تقارير إعلامية.

وقالت “الوكالة الوطنية للإعلام” إن أصوات أعيرة نارية وقذائف “ار بي جي” سمعت بكثافة في واحة عرمون وعلى اوتستراد خلدة في الاتجاهين.

وأعلنت ​قيادة الجيش اللبناني​، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أنه «عزز انتشاره في منطقة ​خلدة​، وسير دوريات راجلة ومؤللة»، مشيرة إلى أن «وحدات الجيش المنتشرة في خلدة، سوف تقوم بإطلاق النار باتجاه أي مسلح يتواجد على الطرقات، وباتجاه أي شخص يقدم على إطلاق النار من أي مكان آخر».

ودان “حزب الله” مقتل شبلي «بفعل منطق التفلت والعصبية البعيدين عن منطق الدين والدولة، نؤكد رفضنا المطلق لكل أنواع القتل والاستباحة للحرمات والكرامات، وأهاب بالأجهزة الأمنية والقضائية للتصدي الحازم لمحاسبة الجناة والمشاركين معهم. اضافة الى ملاحقة المحرضين الذين أدمنوا النفخ في أبواق الفتنة واشتهروا بقطع الطرقات وإهانة المواطنين».

وتوالت ردود الفعل المنددة والداعية الى التهدئة ومنع انفلات الوضع الميداني.

وتابع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الأحداث الأمنية «المؤسفة» . وطلب من قيادة الجيش اتخاذ الإجراءات الفورية لإعادة الهدوء إلى المنطقة، وتوقيف مطلقي النار وسحب المسلحين وتأمين تنقل المواطنين بأمان على الطريق الدولية.

واعتبر الرئيس عون أن الظروف الراهنة لا تسمح بأي إخلال أمني أو ممارسات تذكي الفتنة المطلوب وأدها في المهد، ولابد من تعاون جميع الأطراف تحقيقا لهذا الهدف.

من جانبه، قال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط: لابد من توقيف الذين أطلقوا النار اليوم قبل الغد وعقد صلح لأن طريق الجنوب هي طريق الجميع.

وأعرب جنبلاط في تصريح لتلفزيون «الجديد» عن استعداده «لإقامة الصلحة» بالتعاون مع الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري ومفتي الجمهورية عبداللطيف دريان، وأضاف «لست متخوفا من فتنة». واعتبر النائب طلال أرسلان أن ما حصل في خلدة فعل مستنكر ومدان، ودعا قيادة الجيش والأجهزة الأمنية للتدخل الفوري وتطويق المنطقة وفرض حظر تجول للساعات المقبلة.

وعرف بين القتلى 3 من “حزب الله” منهم محمد أيوب، صهر علي شبلي، وعلي بركات، المسؤول في الحزب، وأحد القتلى عابر سبيل من آل حوري.

وقال المتحدث باسم عشائر خلدة: إن إطلاق النار على المشيعين بدأ عندما حاول بعض هؤلاء نزع صورة كبيرة للفتى حسن غصن الذي قتل برصاص رفاق علي شبلي السنة الماضية عند مدخل حي العشائر في خلدة.

من ناحيته، أصدر “تيار المستقبل” الذي ينتمي بعض ابناء العشائر إليه، بيانا قال فيه: تتابع قيادة «تيار المستقبل» تطورات الوضع الأمني الخطير في خلدة، وتجري اتصالاتها مع الجهات المعنية والمختصة، لاسيما مع مرجعيات العشائر العربية للعمل على التهدئة وعدم الانجرار وراء أي فتنة.

كما أجرت قيادة «المستقبل» اتصالات مع قيادة الجيش وسائر الأجهزة الأمنية للعمل على ضبط الوضع والحؤول دون تطور الأحداث، داعية كل المعنيين الى التضامن لمساعدة الأجهزة والقوى الأمنية الرسمية في معالجة الوضع.

وحث الرئيس المكلف نجيب ميقاتي الأطراف السياسية على احتواء الوضع، وأجرى اتصالا مع قائد الجيش العماد جوزيف عون، حيث اتفقت القوى السياسية على ترك معالجة الوضع للجيش.

بدوره، أصدر “اتحاد أبناء العشائر العربية في لبنان” بياناً داعيا الى وأد الفتنة وقال إن ما حصل في خلدة «سبق أن حذرنا منه وبقينا خلال عام ونحن نناشد ولم نوفر جهدا لعدم دخولنا في معركة لا ناقة ولا جمل لنا فيها وكنا نرفض أن ندفع فاتورة معركة سلاح حزب الله» وتوجه لقيادة الحزب قائلا «مازال لدينا الوقت لتفويت الفرصه ووأد الفتنة والاحتكام للغة العقل والقانون، لن ندخل بالتفاصيل ولدينا الوقت لاحقا، إنما يجب علينا التحلي بالصبر وايقاف الفتنة في ظل الظروف الراهنة والفتنة الإعلامية، لا نتمنى ولم نكن دعاة حرب». وأضاف «ليس بمقدورنا ضبط الشارع في باقي المناطق وعلى امتداد مساحة الوطن أمام الإعلام المضلل ومواقع التواصل الاجتماعي التي تتناقل الأخبار الكاذبة والمحرضة على الفتنة».

وطالب قيادة الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية والقيادة الروحية والسياسية بالتدخل السريع لوقف الفتنة قبل فوات الأوان وخروج الأمور عن السيطرة.

وكانت شرارة المواجهات بدأت، مساء امس، عقب إقدام شقيق الطفل المقتول حسن غصن على قتل شبلي ثأرا لشقيقه، مما أحدث استنفارا لعشائر العرب وإغلاق كل المحلات ومقاهي الأكسبرس في مناطق خلدة والناعمة والسعديات وظهور مسلح ومقنعين بأسلحة متوسطة وخفيفة هو الأكبر منذ أحداث «7 آيار» التي شهدتها العاصمة اللبنانية سنة 2008. وترصد أحمد غصن لعلي شبلي، وهو صاحب «سوبر ماركت»، في خلدة، خلال حضورهما حفل زفاف في أحد منتجعات بلدة الجية (ساحل إقليم الخروب في الشوف على طريق صيدا)، وبعد التعرف إليه عاجله بعدة طلقات قاتلة وسط ذهول المشاركين في الحفل ثم سلم نفسه للأمن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.