بيان مشترك للمؤتمر الشعبي اللبناني والحزب الوحدوي الديمقراطي الناصري السوداني

المؤتمر الشعبي اللبناني
0

استقبل رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا في القاهرة الدكتور عبد الناصر علي الفكي الأمين السياسي المكلف في الحزب الوحدوي الديمقراطي الناصري بالسودان والذي يترأسه الدكتور جمال عبد الناصر إدريس، والأستاذة نون إبراهيم كشكوش عضو المكتب القيادي في الحزب، وتم استعراض احوال الأمة العربية والتحديات الداهمة عليها.

وبعد اللقاء صدر عن المؤتمر الشعبي اللبناني والحزب الوحدوي الديمقراطي الناصري في السودان البيان المشترك التالي:

1- ان الأمة العربية بما هي إطار حضاري وثقافي ومشروع سياسي، واجهت أحد أخطر المخططات الأجنبية والصهيونية تحت مسمى الشرق الأوسط الكبير الذي استهدف تدمير وحداتها الوطنية وهويتها القومية، وهي تعمل اليوم على استكمال مرحلة الصمود والتصدي لهذه المشاريع الاستعمارية للانتقال نحو صياغة المستقبل بحرية وكرامة، مستفيدة من دروس هذه المواجهة الكبرى وأبرزها ان الشعب العربي من المحيط إلى الخليج بقي ملتزما بهويته القومية المرتكزة على ثوابت العروبة والإيمان كمقوم حضاري شكل مناعة شعبية واجهت بقوة الارادة الحرة مشاريع التدمير المبرمج لكياناتها الوطنية، وحققت انتصارات على مؤامرات التقسيم والتجزئة، وهي تتجه نحو مشروع متجدد يستند في جوهره إلى التكامل العربي مع احترام الخصوصيات الوطنية ومنع التدخل السلبي في الشؤون الداخلية.

2- ان مصر التي حطمت الحلقة المركزية لمخطط الأوسط الكبير بقوة شعبها وثورتها في 30 يونيو وجيشها العظيم وقيادتها الشجاعة، استردت حرية قرارها الوطني والقومي المستقل، واحبطت مشروع التقسيم ومؤامرة بايدن في سيناء، وشقت طريقها نحو تعزيز قواتها المسلحة والتنمية المستدامة والدور القومي المتقدم العامل على تذويب الخلافات العربية وصيانة الوحدات الوطنية وتكاملها. ان المؤامرات التي تتعرض لها مصر، وأبرزها الحصار المائي الأثيوبي وامتداداته الإقليمية والدولية، ومعها جمهورية السودان، يتطلب أوسع تضامن عربي رسمي وشعبي معها.

3- ان شعب لبنان يتعرض لمؤامرة تجويع هي الأولى منذ 150 عاما، بفعل النهج الاقتصادي المدمر والنهب الذي مارسته الطبقة السياسية المدعومة اجنبي والمنقلبة على الدستور الوطني المنبثق عن اتفاق الطائف للوفاق الوطني عام 1989، لصالح إقامة دستور خاص بها يعتمد التسويات الفئوية والحزبية والمصلحية في تقاسم الوزارات والإدارات والمالية العامة، الأمر الذي يتطلب تضامنا عربيا مع معاناة اللبنانيين يكسر الحصار الأطلسي عليهم، ويعيد الاعتبار للدستور الوطني وتنفيذ بنوده وأهمها تعزيز قدرات الجيش وتصحيح قانون الانتخاب ليختار الشعب برلمانا غير طائفي ومجلس شيوخ يمثل الطوائف، وإصلاح القضاء وجعله سلطة مستقلة.

4- ان ثورة السودان الشعبية استطاعت خلع نظام البشير القائم على الدكتاتورية وتزوير إرادة الشعب وإشاعة الفساد وتشجيع العنصريات الانقسامية واستغلال الدين في السياسة والفساد. والسودان يتطلع اليوم في المرحلة الانتقالية لبناء أسس الدولة المدنية الديمقراطية والعدالة الإجتماعية والمواطنة المتساوية، وطن واحد موحد مستقل ينتمي إلى أمته العربية في تكامل مع أقطارها لمواجهة كل أشكال التقسيم والتبعية ويرتبط بعلاقات أخوية ومميزة مع مصر.

ان الشعب السوداني الحر يجد مصلحته في تعزيز هويته وانتمائه العربي، ويدرك ان بناء مستقبله يرتكز إلى مبادئ الحرية للوطن والمواطن من دون تبعية أو ارتهان، ويناضل من أجل عدالة اجتماعية لكل أبناء الشعب بعيدا عن الظلم والارتهان وتحقيق السلام والاستقرار في كل ربوعه.

5- ان الشعب الفلسطيني البطل استطاع بصموده الاسطوري وبالتضامن الشعبي العربي مع تضحياته اليومية، ان يكسر كل محاولات الاستسلام، وأن يبقى قابضا على راية الجهاد والشهادة مرفوعة في وجه المخططات الأميركية والعنصرية الصهيونية. ان الدعم الحكومي والشعبي لقضية فلسطين ينبغي ان يرتقي إلى مستوى التضحيات العظيمة لهذا الشعب العربي الأصيل، وإن وحدة الفصائل الفلسطينية لم تعد تحتمل التسويف والتأجيل لأن استمرار الخلاف لن يخدم سوى مخططات الاحتلال.

6- ان مواجهة التطبيع مع الكيان الصهيوني باتت واجب كل عربي حر وشريف خاصة وأن كل عمليات التطبيع السابقة لم تجعل العدو يجنح إلى السلم العادل بل شجعته على مواصلة رفضه للقرارات الأممية والاستشراس في التوسع والاستيطان والتآمر على كل بلد عربي بتهديد وحدته وهويته وتنميته واستقلاله وحرية قراره.

7- دعوة الحكومات العربية إلى رفض الحمايات الأجنبية واعتماد التضامن العربي الذي يشكل ضمانة حقيقية للجميع، ومواجهة سياسات التهديد والابتزاز بتعزيز العلاقات مع دول العالم المتضامنة مع الحق العربي وبخاصة الصين وروسيا ودول مجموعة البريكس وفق قاعدة نصادق من يصادقنا ونعادي من يعادينا، ونحو عالم متعدد الأقطاب في ظل المؤشرات الكثيرة على انهيار القطب الأميركي الواحد.

8- ان أول موجبات التضامن العربي يتمثل في إحياء مقررات القمة العربية في شرم الشيخ 2015 خاصة لجهة إنشاء القوة العربية المشتركة والتزام معاهدة الدفاع العربي المشترك وإقامة التكامل الاقتصادي العربي. ان تطوير الجامعة العربية بات أكثر إلحاحا من خلال تحويلها إلى مؤسسة فيدرالية عربية جامعة.

9 – التأكيد على أن إرادة الشعوب هي الدستور الاعلى لدى كل تغيير ثوري ديمقراطي، ومن هنا ينبغي على أحرار الأمة دعم قرارت الرئيس المناضل قيس بن سعيد في فرض هيبة الدولة التونسية واستردادها من ايدي المفسدين.

ان المؤتمر الشعبي اللبناني والحزب الوحدوي الديمقراطي الناصري في السودان إذ يؤكدان على هذه المواقف والثوابت، فانهما يعتبران ان المنطلق القومي بالحفاظ على مقومات الأمة ومقدراتها وتكامل قدراتها هو الحل الأول والاخير لكل مشكلات الأمة. والعروبة في جوهرها عروبة إنسانية حضارية وثقافية تجمع ولا تفرق، تضمن الخير والاستقرار والتقدم وحرية القرار.

ان كل تجارب التقوقع القطري والاستلحاق بالاجنبي لم تؤمن سلامة ولا استقرارا ولا تقدما ولا ازدهار، وحده الحل القومي هو المنقذ.

واتفق المؤتمر الشعبي اللبناني والحزب الوحدوي الديمقراطي الناصري في السودان على استمرار التواصل والتعاون وتبادل الخبرات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.