جعجع يعزي بوفاة الشيخ قبلان: لا خلاص مع هذه الزمرة الحاكمة

يستحيل وقف التهريب دون نشر قوات دولية على الحدود

رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع
0

لفت رئيس “حزب القوات اللبنانية” سمير جعجع، في خلال إلقائه كلمة في ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية، الى أنه “عهد الانهيار الشامل، تديره مجموعة حاكمة تنازلت عن سلطة وسيادة الدولة، وضربت مؤسساتها، وحولتها إلى دولة فاشلة مارقة، يحكمها فاسدون، فاشلون”، مؤكدا أن “لا خلاص ولا تقدم مع هذه الزمرة الحاكمة التي يشكل نواتها الصلبة الثنائي حزب الله والتيار الوطني الحر”.

وتابع جعجع: “الازمة اليوم ناجمة عن اختطاف الدولة اللبنانية ومؤسساتها وأخذها رهينة لمصلحة غير لبنانية، وقد أدى هذا الامر إلى فقدان لبنان صداقاته وعلاقاته العربية والدولية”.

وقال: “علينا أن ندرك وبشكل حاسم: أنه يستحيل الخروج من المأساة الحالية من دون قيام دولة. وأنه يستحيل قيام الدولة قبل استعادة قرارها. وأنه يستحيل قيام الدولة إذا لم تمتلك حصرية السلاح على كامل أراضيها. وأنه يستحيل تطبيق القانون على فريق من اللبنانيين دون سواه. وأنه يستحيل وقف التهريب من دون ضبط الحدود كل الحدود، ونشر قوات دولية على حدودنا”.

وقال: “علينا أن ندرك وبشكل حاسم: أنه يستحيل الخروج من المأساة الحالية من دون قيام دولة. وأنه يستحيل قيام الدولة قبل استعادة قرارها. وأنه يستحيل قيام الدولة إذا لم تمتلك حصرية السلاح على كامل أراضيها. وأنه يستحيل تطبيق القانون على فريق من اللبنانيين دون سواه. وأنه يستحيل وقف التهريب من دون ضبط الحدود كل الحدود، ونشر قوات دولية على حدودنا الشرقية والشمالية. وأنه يستحيل تطبيق العدالة وهناك من يرهب القضاة. وأنه يستحيل استنهاض الاقتصاد قبل استعادة علاقاتنا العربية والدولية. وأنه يستحيل الوصول إلى دولة فعلية بالتحالف مع الفساد. هنا تقف القوات بوجه كل ذلك من دون مواربة وبكل جرأة، ومن هنا تتوجه إلى كل اللبنانيين: أن تعالوا نحرر الدولة معا من آسريها وخاطفي قرارها والمهيمنين عليها والعابثين بها فسادا وسرقة ونهبا، لأن كل ما عدا ذلك لن يغير في واقعنا شيئا”.

وأضاف: “أيها اللبنانيون، لا يستطيع حزب الله أن يكمل على هذا النحو من تجاهل الواقع، وبهذه الطريقة من الاستخفاف والازدراء بمطالب الناس المشروعة والمحقة. ألا يعرف حزب الله أنه يتحمل الجزء الأساسي من مسؤولية الأزمة الاقتصادية والمالية المدمرة بعدما تسبب في قطع علاقات لبنان مع محيطه العربي وإدخاله في صراعات ومحاور إقليمية لا طائل منها ولا ناقة للبنان فيها ولا جمل. ألا يعرف حزب الله أنه المتهم الأول بحماية ورعاية منظومة الفساد في الدولة ومؤسساتها وعند معابرها وحدودها؟ ألا يعرف حزب الله أنه المتهم بتعريض استقرار لبنان وأمنه للخطر الدائم بسبب احتكاره ومصادرته لقرار الحرب والسلم وحيازته السلاح المتفلت، وأنه لم تعد تحميه وتغطيه ثلاثية زائفة، وأحداث شويا الأخيرة خير دليل على ذلك. إن حزب الله هو نقطة انطلاق أزماتنا الحالية جميعا. هذه الأزمات التي يعاني منها الشيعة اللبنانيون، كما بقية اللبنانيين. ولكن، وانطلاقا من الواقع التعددي اللبناني، تقع على إخواننا الشيعة بالدرجة الأولى مسؤولية تصحيح هذا الخلل الفاضح الحاصل باسمهم، ووجود دويلة قضت تقريبا على الدولة، مما أدى بنا جميعا إلى الواقع الأليم والمر الذي نعيشه”.

وتقدم جعجع بأحر التعازي إلى الطائفة الشيعية، قائلا: “إخواني الشيعة في لبنان، قبل أن أكمل كلمتي، أريد أن اتوقف لأتقدم بأحر التعازي من المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ومن الإخوان الشيعة في لبنان وكل اللبنانيين والشيعة في المنطقة بوفاة الشيخ عبد الأمير قبلان رجل الاعتدال والإلفة والوحدة والتسامح تغمده الله فسيح جناته”.

وسأل جعجع: “إخواني الشيعة في لبنان، أنتم جزء تاريخي وتأسيسي للكيان اللبناني. فهل تقبلون بعدما كنتم من بناة هذا الكيان، ومن المدافعين عنه وعن نهائيته وتعدديته ونظامه الديمقراطي في خضم مشاريع الوحدة والتذويب والعسكرة والديكتاتورية والدولة البديلة، هل تقبلون أن يسعى حزب الله، باسمكم وبالنيابة عنكم، لتقويض هذا الكيان، واستلحاقه بمشاريع عابرة للحدود والقارات، وتغيير وجهه وهويته وطبيعته، مفرطا بإنجازات آبائكم وأجدادكم ونضالاتهم عبر التاريخ؟ إخواني الشيعة في لبنان، بعد تحكم حزب الله بمفاصل القرار الشيعي ماذا حصل؟ هل ما نعيشه اليوم هو الإنماء المتوازن، أو هل تحققت العدالة الاجتماعية أو الإصلاحات التاريخية المنشودة؟ على العكس، لقد أصبح الفساد متأصلا، وأصبح الإجحاف والتهميش متوارثا، وأصبح التمييز والطبقية متأصلين، وعاد الزمن بكم وبكل اللبنانيين عشرات لا بل مئات السنوات إلى الوراء. ماذا نفعتكم كل مظاهر القوة المصطنعة، وكل الادعاءات بالانتصار في سوريا واليمن والعراق ولبنان إذا كان الظهير الشعبي لحزب الله عاجزا، شأنه شأن بقية اللبنانيين، عن تأمين الحد الأدنى من مقومات الحياة؟ ماذا ينفع جمهور حزب الله بالذات إذا كان أركان النظام السوري صامدين ثابتين مرفهين على كراسيهم بفضل آلاف وآلاف الشبان الشيعة الذين سقطوا في سوريا، فيما هذا الجمهور يعيش على أرضه أتعس وأسوأ وأظلم ايامه اقتصاديا وحياتيا ونفسيا؟ ماذا تنفع المقاومة من دون شعب؟ ماذا ينفع المواطن الشيعي انتصار الحوثي في اليمن على بعد آلاف الكيلومترات، إذا كان هو عاجزا عن إيصال ابنه إلى المدرسة على مرمى حجر؟ إن الأعمال تقاس بنتائجها، وها هي النتائج التراجيدية ظاهرة لكل الناس على وجه الكرة الأرضية، وهذا يدل على أن كل مشروع حزب الله كان سيئا وفاشلا”. سئل رجل حكيم، بما ينتقم الإنسان من عدوه؟ أجاب، بإصلاح نفسه، وليس بهجاء عدوه”.

وتابع: “إخواني الشيعة في لبنان، إن فكرة المقاومة إن لم تقترن بكرامة الإنسان ورفاهيته وطبابته ولقمة عيشه وتعليم أولاده، تكون مجرد شعار فارغ غير قابل للصرف. إن الغاية النهائية لأي مقاومة فعلية لا تنحصر فقط بالبعد المعنوي أو العسكري او الاستراتيجي، وإنما أيضا تتعلق بتحقيق كرامة الإنسان على المستوى المادي والمعيشي واليومي. فالصاروخ لا يشبع جائعا، والأيديولوجيا لا تضيء منزلا، والمسيرة لا تطبب مريضا. إن الاتحاد السوفياتي انهار عام 1990 ليس لأنه لم يمتلك صواريخ ومسيرات وأيديولوجيا وقنابل نووية بالآلاف، بل لأنه اعتقد أنه بالسلاح وحده يحيا الإنسان، فكان اعتقاده خاطئا. إن من يناديكم بأشرف الناس لم يقرن قوله بالفعل، بل عند الطوابير أمام المحطات والأفران والمستشفيات ساواكم بالذل والقهر والظلم مع بقية اللبنانيين”.

وأكد جعجع أنه “ليست القوات اللبنانية هي عدوتكم، ولا البطريرك الراعي ولا غيره من اللبنانيين، بل عدوكم الفعلي هو من أوصلكم وأوصلنا إلى ما نحن فيه. إن المكابرة التي ينتهجها حزب الله لن توصل الى أي نتيجة، فالمعضلة التي يعيشها اليوم، ليس سببها لا اميركا ولا السعودية ولا الغرب ولا العقوبات التي يحكى عنها، إنما هي مشكلة بنيوية عضوية تتعلق بصلب تفكير حزب الله بأيديولوجيته ومشروعه السياسي وطبيعته الشمولية المتناقضة مع طبيعة الواقع اللبناني، ومع نمط عيش الغالبية الساحقة من الشعب اللبناني وثقافته وتفكيره، ومع جوهر التطور والتغيير، وهو تاليا يسير عكس التطور الطبيعي للتاريخ مثله مثل كل الأنظمة والمنظومات والحركات الشمولية التي سبقته. إخواني الشيعة في لبنان، إن اللبنانيين بانتظاركم حتى ترفعوا البطاقة الحمراء بوجه كل الممارسات التي يقوم بها حزب الله باسمكم، وتصرخوا في وجهه “هيهات منا الذلة”. فأنتم خط الدفاع الأمامي عما تبقى قائما من لبنان حتى الساعة. إن صوتكم المرفوع هو الصدى لصرخات الغالبية الساحقة من الشعب اللبناني. هنا أختم مع هذا القول للإمام علي بن ابي طالب: رحم الله امرءا أحيا حقا وأمات باطلا ودحض الجور وأقام العدل”.

أضاف: “أيها اللبنانيون، إن الأزمة الوطنية التي تهدد الكيان اللبناني في دوره ووجوده هي الأزمة الأم التي تتفرع منها كل الأزمات والتي يجب التركيز على إيجاد الحلول لها عبر خارطة طريق سهلة وبسيطة: أولا: انتخابات نيابية تكون نقطة الانطلاق والخطوة الأولى في مسيرة الألف ميل. ثانيا، انتخاب رئيس جديد للجمهورية فور اكتمال عقد المجلس النيابي الجديد. ثالثا، تشكيل حكومة إصلاحات فعلية منبثقة من المجلس النيابي الجديد تبدأ فورا بمسيرة الإنقاذ المنشود. رابعا، إجراء حوار وطني برعاية رئيس الجمهورية الجديد لمناقشة كل المسائل والملفات الخلافية خصوصا تلك المتعلقة بسيادة الدولة وسلطتها وقرارها، والاتفاق على كيفية تطبيق ما لم يطبق من اتفاق الطائف خصوصا ما يتعلق بالسلاح واللامركزية الموسعة. يبقى أن نجاح كل هذه الخطة يتوقف على نجاح الخطوة الأولى والأساس فيها والتي هي الانتخابات النيابية”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.