وهبة: باب الخليج لم يُقفل بوجه لبنان.. وإن اقتضى الأمر سنطلب وساطة الكويت

وزير الخارجية اللبناني لـ"الأنباء" الكويتية: "ما يعنينا أن نأخذ الأمور بأيدينا لا ما نتوقعه من بايدن أو ماكرون"

وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبة ومراسل جريدة "الأنباء" الكويتية منصور شعبان
0
وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبة يتحدث إلى منصور شعبان خلال مقابلة نشرتها صحيفة “الأنباء” الكويتية

قال وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبة لـ”الأنباء” إن: “الواقعية السياسية لا تبنى على ما نتمناه. كل ما يعنينا أن نكون كلبنانيين مقدرين الأوضاع التي يمر بها لبنان وأن نأخذ زمام الأمور بأيدينا وليس ما نتوقع أن يعطينا إياه الرئيس الأميركي جو بايدن أو الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أو أي رئيس آخر. الدول الشقيقة والصديقة تدعم ما يقرره لبنان ولا تفرض علينا.. لست ممن يتوقعون ماذا سيعطينا الرئيس بايدن أولوياته مصلحة الولايات المتحدة وليس بالضرورة أن يكون لبنان من ضمن هذه الأولويات”.

ورداً على سؤال أجاب وهبة: “ليست هناك مقاطعة عربية للبنان. وسائل التواصل ما زالت موجودة وكذلك الحوار مع الدول العربية الشقيقة، هناك لدى بعضها، الخليجية بنوع خاص، ترقب لما ستنتهي اليه عملية تأليف الحكومة الجديدة وبرنامج عملها وهذه خطة عمل أطلقها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عقب تفجير مرفأ بيروت في الرابع من آب (أغسطس 2020)، وهي مؤلفة من عناوين عريضة قد تساعد لبنان على الخروج من ازمته منها محاربة الفساد ووقف الهدر في الخزينة اللبنانية وتطبيق مبدأ العقاب الذي لم يتعود عليه لبنان، وهنا يجب تأليف حكومة يستند برنامجها إلى الإصلاحات ووضع خطط مالية واقتصادية لإعادة وضع الاقتصاد اللبناني على السكة الصحيحة، ناهيك عن اعادة الثقة بالقطاع المصرفي وهذا المسألة بحاجة للكثير من الصبر لأنها فقدت. علينا أن نعيد بناء الثقة مع الدول العربية وهي غير متاحة كما كانت في السابق، علينا تأليف حكومة توحي بالثقة وعندها سنجد الدول العربية إلى جانب لبنان”..

أضاف: “الوضع اللبناني مرتبط بوضع الشرق الأوسط، لبنان تأثر كثيراً بالصراع العربي – الإسرائيلي وتأثر أكثر بالحرب السورية، نحن محكومون بالتواصل مع الدولة السورية”.

ونفى وهبة حصول “هجرة دبلوماسية من لبنان”، موضحاً انه “عندما يغادر الدبلوماسيون يكون قد تم ترشيح بدلاء عنهم من قبل دولهم. الفترات التي يعمل فيها الدبلوماسيون لا تزيد على ثلاث أو أربعة سنوات حيث من الممكن بعد هذه السنوات ان تنقلهم حكوماتهم بلدان اخرى. الإهتمام الدبلوماسي لا زال بلبنان. طبعاً إذا كانت هناك اسباب صحية تعود لتفشّي “كورونا” نحن نحترم هذا الأمر ما عدا ذلك ليست هناك أسباب أبدا”.

حول زوال الخطر من نشوب حرب اسرائيلية على لبنان قال وهبة: “لا نستطيع أن نقول زال الخطر. إسرائيل دولة عدوة وهناك اتفاقيتين للهدنة الأولى موقعة عام 1949 واتفاقية الحدود البرية التي رسّمت عام 1923 إبان الانتداب الفرنسي والبريطاني على لبنان وفلسطين. حدودنا البرية مع فلسطين المحتلة مرسّمة وواضحة وموثقة ومعترف بها لدى الأمم المتحدة منذ أن كانت عصبة الأمم في جنيف عام 1925 ولا يحق لإسرائيل أو للبنان أن يعدّلا في هذه الحدود البرية، وما نقوم به حالياً هو ترسيم للحدود البحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة لتحديد المناطق الاقتصادية والحدود البحرية.. ونحن أمام هدفين ترسيم الحدود البحرية وتثبيت الحدود البرية”.

وتابع: “تخويف الناس وجعلهم يعيشون رعباً دائماً لا يخدم الاستقرار والسلام على المدى الطويل.. بعض الدول العربية لها تواصل مع دولة اسرائيل، مصر والأردن يرتبطان باتفاقيتي سلام وبعض الدول العربية بدأت تتواصل مع اسرائيل ولكن لبنان ما زال بعيداً عن هذا الموضوع طالما لم تحل القضية الفلسطينية”.

أما بشأن العلاقات مع الكويت فقال وهبة: “من غير مجاملة نحن مع دولة الكويت نشعر اننا نتكلم مع ذاتنا. التقدير والمحبة والعاطفة التي لمسها لبنان من المغفور له الأمير السابق الشيخ صباح كانت عالية جدا. كان يعتبر لبنان قطعة لها معزة في قلبه كالكويت تماما”.

ومضى وهبة لافتاً الى أن: “الأمير الحالي هو خير خلف لخير سلف. لبنان بكل أطرافه، شعباً وحكومة وقيادة، يلمس محبة الكويت وعاطفتها تجاهه٠. شخصياً تربطني صداقة عميقة بمعالي وزير الخارجية الشيخ ناصر وما زلت اتواصل معه وأنتظر أن يعاد تأليف الحكومة لإعادة اطلاق التواصل مع دولة الكويت”.

واستطرد: “سمعت ان سمو الأمير كلف الشيخ صباح تأليف الحكومة على أمل أن يتم تأليفها بصورة يتمناها الأشقاء في الكويت ولبنان على تواصل معها وهما متفاهمان دائماً على كل المواضيع سياسياً وأمنياً واقتصادياً وإقليميا”.

حول إمكان أن يطلب لبنان توسط الكويت لإعادة ترتيب علاقاته مع الخليج قال وهبة: “لم نصل بعد إلى أن نطرق هذا الباب، لكن ان اقتضى الأمر لِمَ لا.. إلا أن الباب لم يقفل بوجه لبنان لا من المملكة العربية السعودية ولا من دولة الإمارات العربية المتحدة ولا من البحرين فقط هناك مواقف سياسية، وكنت قلت، مراراً، لهم أسئلة عليهم أن يطرحوها على لبنان وحق لبنان عليهم أن يسمعوا جوابه.. نحن لدينا أجوبة. تكفي فقط فرصة أن نجلس سوياً وهذا الدور أتمنى على شقيقي وزير خارجية الكويت لو تألفت الحكومة وتمكنت من مقابلة معاليه سأطرح هذا الموضوع عليه أن تعطى للبنان فرصة اعادة طرح هواجسه وهمومه على الأشقاء العرب في الخليج العربي بالذات”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.