وأنا أشارك في مراسم تشييع شهيد المقاومة والوطن عباس محمد رعد، توقفت أمام مشهد لا يوصف وقل مثيله. لا تستطيع أي ٱلة تصوير ان تغطي الحشود كلها، وتنقل الصورة الحية لمشاعر الناس، وللمشهد الممزوج بالحزن وقوة الايمان، والمزيد من الاصرار على متابعة المسيرة بكل ثقة وعزم، ورباطة جأش، والتصميم على مقارعة دولة الاحتلال الاسرائيلي وجيشها الارهابي.
من يرى قوة الايمان والعقيدة عند الحاج محمد رعد، والد شهيد المقاومة والوطن الحاج عباس،
وتماسكه،وصلابته الممزوجة بعاطفة وحنان الاب ودموعه، وإيمانه العميق بالمقاومة التي تتجسد في داخله،وتمسكه بحق أمته وقضاياها، جعلتنا امام رجل فريد قل مثيله.
فعندما نرى هذا النوع من الرجال المؤمنين الصامدين، الصابرين، المقاومين، المستبسلين، نقول لا خوف على وطن وامة طالما فيها هذا النوع الفريد من الرجال.
فهل يستوي في وطن مهدد دائما من دولة البغي والقتل والعدوان،المقاومون والمقاولون؟! الذين يروون بدمائهم ارض الوطن، والعملاء الذين يروون جيابهم من اموال قوى الإستبداد الغربية! الذين يستشهدون دفاعا عن الارض، والحق، والحرية، والانسان، والذين بفجورهم وعمالتهم، ووقاحتهم يزايدون بطول لسان! الذين يسكنون الاحراج والوديان، ويمضون اوقاتهم في الخنادق لمواجهة العدو، كمن يسيح ويتنقل بين المنتجعات، وينظر من داخل القاعات المخملية والقصور!
إن شعباً فيه هذا النموذج الاسطوري من المقاومة
والمقاومين،وفيه هذا الكم الكبير من الايمان القوي الذي يجري في عروق والدي الشهيد عباس فاق كل حدود… نفول: لا خوف على وطن وأمة،وفيها هذا النوع المشرف من المقاومين الرجال.
د. عدنان منصور
لبنان/ وزير الخارجية والمغتربين الأسيق
