سورية.. انتخابات الرئاسة التحدي الكبير

فؤاد دبور
0

يتوجه ملايين العرب السوريين إلى صناديق الاقتراع في السادس والعشرين من شهر أيار الحالي من اجل اختيار رئيس الجمهورية العربية السورية للسنوات السبع القادمة حيث تتقدم هذه الملايين غير أبهة بالصعوبات والمخاطر والتهديدات التي اطلقتها العصابات الإرهابية، وتأتي الانتخابات الرئاسية في القطر العربي السوري المتعددة المرشحين للمرة الثانية منذ عقود بما يؤكد ترسيخ الديمقراطية الشعبية حيث يقوم الشعب بكل تلاوينه وقواه السياسية الوطنية باختيار المرشح الذي يرى انه يحقق آماله وطموحاته بإخراج الوطن من الأزمة التي يعاني منها الشعب منذ أكثر من عشر سنوات ويحقق الاستقرار والأمن والأمان لسورية ويعمل بكل جهد مع مؤسسات الدولة على بناء واعمار الوطن مثلما يعمل على جعل سورية العربية مثلما كانت دائما مرتكزا للأمن القومي العربي ومشعلا ساطعا للقومية العربية. مثلما تأتي هذه الانتخابات لتشكيل الرد العملي القوي على أعداء سورية الذين طالما عملوا وبذلوا الجهود السياسية والإعلامية والعسكرية والمادية من اجل إسقاط الدولة السورية بكل مؤسساتها وبناها التحتية وقد صب هؤلاء الأعداء جام غضبهم على الرئيس القائد بشار الأسد الذي واجه المؤامرة والعدوان بشجاعة واقتدار، حيث حمل الم الشعب وأوجاعه وحافظ على صمود سورية مع الشعب والجيش العقائدي الباسل مثلما حافظ على استقلالية القرار وتعامل مع الأحداث بكل أبعادها ومخاطرها بالصبر والأناة والحكمة وظل متمسكا بالثوابت الوطنية والقومية وبالوحدة الوطنية للشعب العربي في سورية التي تم استهدافها من الأعداء الذين شنوا الحرب الكونية الإجرامية الدموية القذرة عليه.

يقبل الشعب بمعظم مكوناته الوطنية على المشاركة في الاستحقاق الرئاسي ليؤكد الديمقراطية الحقة في الوطن بمفهومها ومعناها الواسع القائم على الشعب مصدر كل سلطة وفي المقدمة منها سلطة الرئاسة. ويقبل الشعب بممارسة حقه الانتخابي ليضع الأساس الصلب لمرحلة جديدة عمادها ومرتكزها الانتصار للدولة والوطن وبناء عملية النهوض الديمقراطي لمستقبل آمن قائم على التعددية السياسية والعدالة والعدل والمساواة بين كل أبناء الوطن، حيث يختار الشعب بإرادة حرة الرئيس الذي يرى انه قادر على محاربة الإرهاب ومواجهة العدوان الداخلي والخارجي ويحافظ على موقف سورية الثابت من القضية العربية المركزية، قضية فلسطين والعمل على تحرير الأرض من الغزاة الصهاينة والامريكان والاتراك مثلما يرى انه قادر على اعمار سورية والنهوض بها نحو الازدهار والتطور ومواكبة العصر وتحقيق أمال وأماني الشعب العربي في سورية وكذلك أمال وتطلعات الشعب العربي في أقطار الوطن العربي في مقاومة أعداء الأمة والعمل على إزالة أهم التحديات التي تواجه الأمة المتمثلة بالتجزئة والفرقة التي يجهد الاعداء على تكريسها وانزال المزيد منها بأقطار الأمة بحيث تنتقل الأمة العربية إلى بناء المستقبل الواعد المستند إلى الوحدة والحرية والعدالة الاجتماعية.

سيكون من نتائج الانتخابات الرئاسية السورية الهامة القادمة، اعادة ترتيب الأوضاع في المنطقة وحتى في العالم لصالح قوى المقاومة والحرية والديمقراطية، القوى التي تواجه الولايات المتحدة الأمريكية والصهيونية والاستعمار الغربي الذين يضعون المخططات والمشاريع القائمة على تحقيق مصالحهم على حساب مصالح الآخرين في المنطقة والعالم.
ونستطيع القول بأن النجاح الكبير الذي ينجزه الشعب العربي في سورية عبر ذهابه بكثافة إلى صناديق الاقتراع يشكل تحديا لأعداء سورية والأمة مثلما يشكل انتصاراً على هؤلاء الأعداء ويثبت ان الطريق أمام الإرهاب والداعمين له مسدودا والفشل والهزيمة هو الحتمية لهم جميعا مهما دفعوا من أموال ودفعوا بإرهابيين عبر الحدود.

كما نستطيع القول بأن قادة العدوان والمؤامرة وعلى رأسهم، الإدارة الأمريكية والعدو الصهيوني وكل الدائرين في فلكهم لن يستطيعوا تجاوز أو تجاهل إرادة الشعب العربي في سورية الذي سيختار الرئيس القائد المؤهل لقيادة المرحلة وإخراج سورية من الأزمة ويأتي هذا الاختيار لان الشعب العربي في سورية ومعه أحرار الأمة والعالم قد عرفوا الرئيس القائد عبر مواجهته بصلابة وعنفوان وشجاعة واقتدار أعاصير العدوان وتداعياته.

وعليه فإنه يمثل لهم الأمل مثلما يمثل الأمل أيضا لكل أحرار الأمة العربية وأحرار العالم الذين وقفوا إلى جانب سورية العربية مثلما كانت وستبقى السد المنيع الذي يحول بين أعداء الأمة وتحقيق أهدافهم العدوانية مثلما ستبقى سورية قاعدة الصمود والتصدي والمواجهة وموئل المقاومة ومرتكزا كبيرا للنهوض القومي العربي.

الأمين العام لحزب البعث العربي التقدمي

الأردن

فؤاد دبور

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.