الحديث عن شي جين بينغ لا ينتهي

المستشارة الدكتورة سلوى شعبان
0

عندما نتحدث عن جمهورية الصين الشعبية وحضارتها وإرثها التاريخي العظيم على مر العصور نتوقف عند دورها العالمي الذي لفت أنظار البشرية ولفت الإنتباه لكل ما قدمته وتقدمه في زمن رجل من رجال الحداثة، رئيس من الطراز الأول بين زعماء العالم، عمل بكل ما لديه من امكانات وقدرات وأفكار لتكون الصين قوة عالمية.. إنه الرئيس شي جين بينغ.

هذا الرجل، عندما تذكر اسمه، تتراءى أمامك إنجازاته العظمى. إستطاع المواءمة ببن الفكر والممارسة الحقيقية واقعياً، وأعاد الصين إلى صدارة المسرح العالمي بجدارة.. شخصية محورية ترسم مسار تاريخ يجعلك، بشغف، أن تعرف عنه اكثر، وعن سمات شخصيته وتركيبة دماغه الخلّاق.

هو، ذلك الشاب القروي المثقف الذي كان يستفيد من وقت فراغه، بقراءة أكبر عدد ممكن من الكتب إذ قرأ، على نحو خاص، كتاب “رأس المال” ثلاث مرات ما وفّر له غنى فكرياً وشّع تأملاته في 18 دفتر ملاحظات.. فهو  الوفي والمخلص البار الذي عاش وواجه مشقات حياة قروي كان والده شي تشونغ شيون بين الجيل الأول للقادة المركزيين للحزب الشيوعي الصيني، ويتمتع شي جين بينغ بحكمة ورثها عن شي الأب.

ومع تأثره بكتاب مدرسي أحبه كثيراً، قرر شي أن يحمل الشعلة الثورية منذ سن صغيرة.. نام على سرير من طين داخل مسكن بدائي في كهف؛ إنتسب للحزب الشيوعي الصيني وهو ما زال بعمر 15 سنة ثم شغل مناصب متعددة، ضمن التسلسل الهرمي للحزب، حيث تنقل بين المناصب الرفيعة إلى أن أصبح سكرتير لجنة الحزب بقريته..

عمل بإخلاص واستطاع توحيد الناس والكوادر   وبدّد التحديات  فسعى لتمكين القرويين من مواجهة الصعاب وأطلق المشاريع الإنمائية المتعددة التي غيرت ايجاباً حياتهم كالمدرجات الجبلية وحفر الآبار وإنشاء صهاريج لتوليد غاز الميثان.. وغيرها.

هو من قال: شعرت بالأسى عندما رأيت بعض القرويين لا يزالون يكافحون لتلبية حاجاتهم الأساسية)؛..

– شخصيته قيادية وصفاته صادقة ومنسجمة مع أفكاره التي نظمت ضمن كتبه التي تعتبر أرشيفاً للبشرية.. كتابه حول الإدارة والحكم هو بحد ذاته رؤية إستشراقية ترصد ركائز نهضة مميزة، وكان الأكثر مبيعاً على مستوى العالم حدد فيه مفاهيم ومبادىء الحلم الصيني من اجل تحقيق المزيد من التنمية والإزدهار في الصين..

– ماضي الصين العظيم ساهم في تشكيل رؤيته للعالم.

– الكتاب سلط الضوء على النظريات الهامة في القضايا الواقعية لتنمية الصين بالعصر الجديد.

– فتح نافذة على المجتمع الدولي لتعزيز معرفته وفهمه.

-أجاب عن المسائل النظرية الهامة حول تطور الحزب والدولة والظروف التاريخية الجديدة.

– عرض مفهوم حوكمة الدولة واستراتيجية تنفيذ الحكم للجماعة القيادية للجنة المركزية  للحزب.

-قراءة الكتاب كفيلة بأن تعطي فهما”لأفكاره بإدارة البلاد ولمحة عن تواضعه  وتسامحه وثقته بنفسه ورغبته الحقيقية في خدمة الشعب.

– الإطلاع على الركائز الأساسية التي ركز عليها ليس فقط حلم النهضة العظيمة للأمة  الصينية وإنما تحقيق رفاهية وسعادة لدول وشعوب العالم.

– رجل تنظيم وعمل ومشاعر وأفكار عميقة.. رجل يختزن إرثاً ولديه الجرأة على الإبتكار.. يكفي أن نقول أن الصين تحت قيادته تحولت لدولة قوية ودخلت عصراً ذهبيا.

– تمسك بالإشتراكية ذات الخصائص الصينية (تحت عنوان تطلع أبناء الشعب للحياة السعيدة هو هدف كفاحنا).

– أكد على استمرارية عملية الإصلاح والإنفتاح ومحاربة الفساد إذ قال: الحقائق تبرهن على أنه إذا تم السماح للفساد بالإنتشار سيؤدي في النهاية الى تدمير الحزب وسقوط الدولة.

– تمسك بوحدة البلاد وعدم تقسيمها.

– شدد على الحاجة الى تحسين سيادة القانون في حوكمة الشؤون الدينية والتمسك بمبدأ تطوير الأديان في السياق الصيني وتقديم التوجيه النشط لتكييف الأديان مع المجتمع الإشتراكي.

-في المؤتمر الوطني سلّط الضوء على التنفيذ الكامل لنظرية الحزب بشأن الشؤون الدينية والسياسات المتعلقة بحرية المعتقد الديني.

– جهوده كلها تصب لتصبح الصين دولة إشتراكية حديثة عظيمة على نحو شامل وتحقيق حلم تجديد شباب الامة الصينية.

– هذا الحلم لا بد من تحقيقه بالذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني.. تحقيق النهضة العظيمة لأبناء الأمة الصينية داخل وخارج الصين وفوائده للعالم أجمع.

وكان له ذلك إذ ألقى شي خطاباً في تجمّع احتفالي بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني، وأعلن تحقيق هدف بناء مجتمع رغيد على نحو معتدل في شتى النواحي، وزار منطقة التيبت، وتحدث إلى رواد الفضاء العاملين في أول محطة فضاء صينية، وشارك في اجتماعات عبر الإنترنت للأمم المتحدة، وأجرى محادثات عبر تقنية الفيديو مع قادة عالميين، بينهم الرئيس الأميركي جو بايدن..

أصبحت الصين قوة عالمية ودولة موقعة مع باقي دول العالم معاهدات دولية كمعاهدة “المناخ” ولا ننسى مبادرة الحزام ومشروع “طريق الحرير” ومعاهدات واتفاقيات استثمارية لانشاء مشروعات في أكثر من 60 دولة جلبت الإستثمارات للكثير من مناطق العالم المحرومة من قروض الغرب..

عزز مكانة الصين عالمياً بشكل أقوى مما فعله سابقوه منذ ماو تسي تونغ، مؤسس جمهورية الصين الشعبية، إبان الحرب الباردة.

الحديث عن شي جين بينغ لا ينتهي.

د. سلوى شعبان
مستشارة إعلامية
دمشق

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.