العلّامة فضل الله يأسف لأن يتم التعامل مع هذه المرحلة كأنها انتخابية

العلّامة السيد علي فضل الله
0

ركز العلّامة السيد علي فضل الله في خطبة صلاة الجمعة التي أمّ خلالها المصلين بمسجد الإمامين الحسنين، حارة حريك، على تفاقم معاناة اللبنانيين، قائلاً: “بات من الواضح أن كل ذلك يأتي بفعل السياسات الخاطئة في إدارة الشأن المالي والنقدي من قبل المصرف المركزي والمصارف، وجشع الشركات والتجار الكبار، وحتى الصغار ومن بيدهم تأمين أمر الكهرباء والماء واستمرار التهريب للسلع والمواد الغذائية فيما الدولة غائبة وقد أدارت ظهرها لمواطنيها، وإذا كان هناك من علاجات، فهي لا تزال تقتصر على بعدها الأمني لمنع أي تداعيات قد يؤدي إليه تفاقم الوضع المعيشي، فإنه لن يكون حلاً بل قد يزيد الأمور تفاقماً إن لم تواكب بمعالجة أسبابها”.

ولاحظ ان “الحكومة والتي ينتظرها اللبنانيون والعالم الخارجي الذي يريد مساعدة لبنان، فهي تبقى أسيرة الفساد والمصالح الخاصة والرغبة بالإقصاء وعند الشروط والشروط المضادة من دون أن يبدي أي منهم استعداداً للتنازل عنها، وإن صورت بأنها لمصلحة هذه الطائفة أو تلك أو هذا الموقع أو ذاك، والذي أدى إلى فرملة مبادرات الداخل فيما يكتفي الخارج بالتحسر على واقع اللبنانيين وإبداء النصح لهم أو بالصلاة والدعاء من دون أن يقوم بأية خطوة باتجاه الحل، وكأنه ينتظر نضوج ثمرة البلد لحساب واقع يريده..

إننا أمام كل هذا الانسداد في الأفق الذي بات يعيشه اللبنانيون، نجدد تحذيرنا لكل الذين يديرون الواقع السياسي وعدم تقديم التنازلات الضرورية من خطورة أن تؤدي حالة المراوحة التي نعيشها إلى جعل الساحة اللبنانية مسرحاً للفوضى والانفلات الأمني وللتوترات التي كان مظهرها الأخطر ما حصل في طرابلس..
لذلك نقول لكل من لا يزال يصر على تعقيد الحلول وإبقاء البلد مشرعاً على الأزمات أنك مجرم بحق الوطن وإنسانه، ولا بد من أن تُعامل معاملة المجرمين”.

وأسف فضل الله “أن يتم التعامل مع هذه المرحلة كأنها مرحلة انتخابات، ولهذا يستنفر كل عداواته والغرائز المذهبية والطائفية وإثارة الهواجس أو بالأعطيات وبالوعود بها، فيما هي مرحلة إنقاذ لبلد يتداعى ويكاد ينهار..

إننا نقول لكل هؤلاء، إن اللعب على الغرائز الطائفية والمذهبية وإثارة الهواجس واستحضار العداوات لجلب الجمهور لم يعد يجدي نفعا، وإذا كان هناك من لا يزال يفكر بأنه بالأعطيات والوعود المعسولة سيكسب رضى الناس، فإننا نقول له: الناس لا تباع ولا تشترى وخاصة عندما يكون ذلك من جيوبها كما يحصل”.

في هذا الوقت، نجدد دعوتنا للبنانيين إلى التكاتف والتعاضد، وأن يرحم بعضهم بعضاً، لا أن ينهب بعضنا البعض، ويستغل بعضنا بعضاً، كونوا كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.