بلغ المشهد السياسي في لبنان حداً يظهر عمق المأساة الناتجة التعقيدات التي لم يتجرأ أي من المسؤولين على حلها لأسبابهم هم والبعيدة عن الوطنية.
تظاهرات وقطع طريق على مساحة وطن يحتضر وشعب مفتت ليس أمامه إلا الموت.. ماذا نفعل؟
سؤال جوابه رفعه المحتجون يافطات إحداها حملت هذه الجملة: “إن لم تكن لديكم حلول إرحلوا ولتتألف حكومة انتقالية بصلاحيات تشريعية”.
وأمام هذا الضغط الهائل على اللبنانيين أصبحنا نغني مع السيدة فيروز:
بحبك يا لبنان، يا وطني بحبك، بشمالك بجنوبك بسهلك بحبك.. بحبك يا لبنان.
طبعاً.. كيف لا أحب لبنان؟ والحب مقره القلب المهاجر خلف البحار حيث الصورة من بعيد تبدو أكثر وضوحا.
حكموا وطن الأرز فهرب طائر الفينيق ودهسوا الأمل بغد افضل.. إنتبهوا أيها السادة إنها بيروت عروس البحر المتوسط، سويسرا الشرق، ماذا أصابها؟ عين حاسد أو سحر حاقد، أو طفيليات تمتص خيراتها، وإن لم تجد، فتفرز سمومها،
لبنان وجد، ليبقى، كعالم مصغر، فسيفساء من البشر، والأديان والطوائف والأعراق، كشجرة وارفة تحمل في أغصانها كل ثمار الفواکه، زرعها الأوائل، واعتنى بها الأجداد، ورواها الآباء، ونرى اليوم سفهاء القوم يتسلقون أغصانها، ويدمرون ثمارها، ويتصارعون للوصول الى قمتها، غير مبالين بما يصنعون بها، قطعوا أوصالها، وهم يتغنون بوصالها، يدعون أنهم فداء لها، وهم يضحون بها لأجل أحزابهم، لبنان يشتكي لربه عقوق أبنائه، أين بركم ببلدكم، لا عذر لكم، لمجرد وزیر زائد أو ناقص، يطعن وطن ويموت شعب؟ هل الوزارة السيادية أغلى من حياة شعب ووطن؟ ما لكم كيف تحكمون، أليس فيكم رجل رشيد؟
لبنان بحاجة الى حكومة إسعاف، تدخله غرفة العناية المركزة ليسترد عافيته، إن خلافاتكم الحادة على تشكيل الحكومة هو حكم بالفشل على أي حكومة قادمة.
باختصار الحكومة المقبلة ستخرج من رحم «جهنم» فلن يعوّل عليها، لذا لا يصل بكم الخلاف أيها الزعماء إلى صراع كسر العظم، فالنتيجة خسارتكم، لأن الوجع والألم عند الشعب وصل العظم.
شدت فيروز:
سألوني شو صاير ببلد العيد
مزروعة عالداير نار وبواريد
قلتلن بلدنا عم يخلق جديد
لبنان الكرامة والشعب العنيد
كيف ما كنت بحبك، بجنونك بحبك
وإذا نحنا اتفرقنا بيجمعنا حبك
حبة من ترابك بكنوز الدين
بحبك يا لبنان يا وطني
الاعلامية لين ضاهر
