نصر الله يذكّر الأميركيين في “طوفان الأقصى” بمن هزمهم في بداية الثمانينات واضعاً النقاط فوق الحروف

"أقول للإسرائيلي إن فكرت بالعدوان على لبنان سترتكب اكبر حماقة في تاريخك ووجودك"

السيد نصر الله يتحدث في الاحتفال التكريمي لشهداء المقاومة على طريق القدس
0

وضع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله النقاط على الحروف في مخاطبته الإسرائيليين وحلفائهم الغربيين والأميركيين بأن احتمال التصعيد عند الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة واقعي ويمكن ان يحدث في أي وقت من الأوقات ويجب أن نكون مهيئين لكل الفرضيات المحتملة، معتبراً اسرائيل دولة عاجزة، كما أثبتت الأحداث.

وحدّد نصر الله سببين للتصعيد المحتمل هما: تطورات الأوضاع في غزة وسلوك العدو تجاه لبنان، معلناً قيام جبهة مقاومة تضم جميع مقاومي الاحتلال الإسرائيلي، ونوه بجرأة “المقاومة العراقية” و”خطواتها الجديدة” تجاه فلسطين المحتلة.

نصر الله كان حريصاً على نفي أي دور أو علم للحزب أو إيران بكل ما يتصل بعملية “طوفان الأقصى” وجزم بقوله: “لم نعلم بها الا بعد الاعلان عنها”.

الجماهير يتابعون كلمة السيد نصر الله عبر الشاشات في الساحات

السيد نصر الله استهل كلامه محيّياً الشهداء، قائلاً، خلال الاحتفال التكريمي الذي نظمه “حزب الله” للشهداء الذين “ارتقوا على طريق القدس”: “عملية طوفان الأقصى العظيمة والمباركة كان قرارها وتنفيذها فلسطينيا 100% وأخفاها أصحابها عن الجميع حتى عن فصائل المقاومة في غزة”.

وشدد على أن “سرية العملية المطلقة هو الذي ضمن نجاحها الباهر من خلال عامل المفاجأة، وهذا الإخفاء لم يزعج احداً في فصائل المقاومة على الإطلاق، بل أثنينا عليه جميعا وليس له أي تأثير سلبي على أي قرار يتخذه فريق أو حركة مقاومة في محور المقاومة”.

وأضاف: “هذا الأداء من الاخوة في حماس ثبّت الهوية الحقيقية للمعركة والأهداف وقطع الطريق على الأعداء ان يزيفوا وخصوصا عندما يتحدثون عن علاقات فصائل المقاومة الاقليمية وما حصل في طوفان الأقصى يؤكد أن إيران لا تمارس أي وصاية على فصائل المقاومة وأصحاب القرار الحقيقيين”.

وأشار نصرالله إلى أن “العملية المباركة زلزال أمني وعسكري وسياسي ومعنوي في الكيان وكانت له نتائج وتداعيات استراتيجية ووجودية، وستترك آثارها على حاضر هذا الكيان ومستقبله، ومهما فعلت حكومة العدو لن تستطيع على الاطلاق ان تغير من نتائج وتداعيات هذا الطوفان على الكيان الذي بدا بحق ان إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت”.

وقال: “سارعت الادارة الأميركية برئيسها ووزرائها وجنرالاتها لتمسك بهذا الكيان الذي كان يهتز ويتزلزل من أجل ان يستعيد بعض وعيه ويقف على قدميه من جديد، وهو لم يتمكن حتى الآن من استعادة زمام المبادرة، وهذه السرعة الاميركية لاحتضان إسرائيل ومساندتها كشف وهن وضعف هذا الكيان”.

ومضى نصر الله: “أن يأتي الجنرالات الأميركيون الى الكيان وفتح المخازن الاميركية للجيش الإسرائيلي وطلب إسرائيل من اليوم الأول 10 مليارات دولار فهل هذه دولة قوية وتملك قدرة الوقوف على قدميها؟ لقد كان العدو تائها وضائعا”.

واعتبر أن “هذه النتائج يجب أن تشرح وتبيّن لنعرف ان التضحيات القائمة، الآن، في غزة والضفة وفي كل مكان أنها تضحيات مستحقة، وكان واضحاً، من الساعات الأولى لمعركة طوفان الأقصى، أن العدو كان تائها وضائعا”.

وتابع: “ما يقوم به الإسرائيلي هو قتل الناس في غزة فأغلب الشهداء هم من الأطفال والنساء من المدنيين ولا توجد حرمة لشيء فالإسرائيلي يدمر أحياء بكاملها”.

وقال السيد نصر الله إن “ما يجري في قطاع غزة يكشف غباء وحماقة وعجز الإسرائيلي لأن ما يقوم به هو قتل الناس، ولم يستطع ان يقدم إنجازاً عسكرياً واحدا”.

واستشف نصر الله من المشاهد في غزة تأكيداً ان نهاية المعركة ستكون انتصار غزة وهزيمة هذا العدو.

واتهم الأمين العام لحزب الله أميركا بأنها هي المسؤولة بالكامل عن الحرب الدائرة في غزة وإسرائيل أداة تنفيذية وأميركا تمنع وقف العدوان على غزة.

كما اتهم الغرب بالصمت عن آلاف الأطفال الذين يقتلون في قطاع غزة وهذا يكشف أميركا والغرب ومزاعم القانون الدولي.

ولفت الى ان ما يجري في غزة معركة فاصلة حاسمة تاريخية ما بعدها ليس كما قبلها، وهذا يفرض على الجميع ان يتحمل المسؤولية.

ووضع السيد نصرالله عدة أهداف لإنهاء المعركة، قائلاً: إن الهدف الاول الذي يجب العمل له وقف العدوان على قطاع غزة والهدف الثاني ان تنتصر غزة والمقاومة في غزة وان تنتصر حماس بالتحديد في غزة، هذه أهداف يجب ان يتم وضعها نصب العين والعمل من اجلها.

وأكد ان انتصار غزة اليوم مصلحة وطنية مصرية وسورية وأردنية ومصلحة وطنية لبنانية.

وكشف نصر الله عن “أننا دخلنا المعركة من 8 أكتوبر ولو نظرنا الى ما يجري على الحدود بموضوعية سنجده كبيراً جداً ومؤثراً جداً، ولن يتم الاكتفاء به على كل حال، وما يجري الآن في جبهتنا الجنوبية لم يحصل منذ عام 48 وحتى في حرب تموز/ يوليو ان تتعرض كل المواقع العسكرية الإسرائيلية لعمليات هجومية يومية ومركزة تستهدف المواقع وما بينها والآليات والجنود والتجهيزات وبمختلف الاسلحة”.

وقال السيد نصرالله ان المقاومة الاسلامية منذ 8 أكتوبر تخوض معركة حقيقية لا يشعر بها إلا من يتواجد بالفعل على الحدود، معتبراً ان العمليات على الحدود أوجدت حالة من القلق والذعر والخوف لدى قيادة العدو ولدى الاميركيين من إمكانية ان تذهب الجبهة لتصعيد إضافي أو تتدحرج الى حرب واسعة، وهذا احتمال واقعي يمكن ان يحصل وهذا يجب ان يحسب له العدو الحساب”.

وشدد الأمين العام لحزب الله ان عمليات المقاومة ودماء “شهدائنا تقول للعدو الذي قد يفكر بالعدوان على لبنان انك سترتكب اكبر حماقة في تاريخك ووجودك”.

وتوجه السيد نصر الله الى الأميركيين بالقول: “أساطيلكم في البحر المتوسط لا تخيفنا ولم تخِفْنا في يوم من الايام، وأقول لكم ان اساطيلكم التي تهددون بها لقد أعددنا لها عدتها أيضاً؛ الذين هزموكم في بداية الثمانينيات ما زالوا على قيد الحياة ومعهم اليوم أولادهم وأحفادهم”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.