كازاخستان السوفييتية سابقاً: إحتجاجات عنيفة لرفع سعر الغاز والرئيس يقيل الحكومة معلناً “الطوارئ” وموسكو تدعو إلى الحوار

رئيس كازخستان قاسم جومارت توكاييف
0

توعد، اليوم الأربعاء 05/01/3022، رئيس كازخستان قاسم جومارت توكاييف بردّ “صارم” على التظاهرات غير المسبوقة على أثر اجتياح متظاهرين لمبانٍ حكومية.

ووفاقاً لشبكة “يورو نيوز” أفاد مكتب جومارت أن الرئيس أقال الحكومة وأعلن حالة الطوارئ لمدة أسبوعين في ألماتي وفي مقاطعة مانغستاو الغربية، إضافة لفرض حظر تجول اعتباراً من الساعة 11 مساءً حتى 07 صباحا.

وكان، أمس الثلثاء، ألقى الرئيس الكازاخي خطاباً بثه التلفزيون الحكومي باللغة الروسية، قائلاً: “الدعوات لمهاجمة المكاتب المدنية والعسكرية غير قانونية. إنها جريمة ستتم معاقبة مرتكبيها. السلطة لن تسقط وما نحتاجه ليس الصراع ولكن الثقة والحوار المتبادلين”.

وتابع توكاييف: “كرئيس، من واجبي حماية أمن مواطنينا وسلامتهم، وأن أقلق على سلامة أراضي كازاخستان”، كاشفاً نية لديه: “التصرف بحزم قدر الإمكان”، لافتاً أن هذه الاضطرابات أدت إلى “هجمات ضخمة على قوات الأمن” التي سقط في صفوفها قتلى وجرحى وأن “مجموعات من عناصر إجرامية تضرب جنودنا وتهينهم، وتسحلهم عراةً في الشوارع وتعتدي على النساء وتنهب المتاجر”.

حركة الاحتجاج بدأت، الأحد المنصرم، بعد زيادة في أسعار الغاز الطبيعي المسال في مدينة جاناوزن بغرب البلاد إلى ألماتي، العاصمة الاقتصادية وكبرى مدن البلاد، الأربعاء الماضي، قبل أن تمتد إلى مدينة أكتاو الكبيرة الواقعة على بحر قزوين، ثم إلى ألماتي.

وفرّقت الشرطة نحو خمسة آلاف متظاهر بالقنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع في ألماتي، الثلثاء، وفاقاً لما أفاد صحفيون في “وكالة فرانس برس”.

وردد المتظاهرون هتافات مناهضة للحكومة مثل “لتستقل الحكومة” و”ليرحل الرجل العجوز”، في إشارة إلى الرئيس السابق نور سلطان نزارباييف.

وبعد ظهر، اليوم الأربعاء، اقتحم المتظاهرين مبنى إدارة المدينة وتمكنوا من الدخول على الرغم من إطلاق الشرطة قنابل صوتية والغاز المسيّل للدموع، بحسب صحفي من “وكالة فرانس برس” التي شاهد مراسلوها، في ألماتي، رجالاً بزيّ الشرطة وهم يضعون دروعهم وخوذاتهم على الأرض ثم يعانقون المحتجين ورفض الرجال بزي الشرطة التحدث للمراسلين وقد هتفت امرأة وهي تعانق أحد المتظاهرين “انتقلوا إلى جانبنا”.

وزارة الداخلية ذكرت، في بيان، أن أكثر من مئتي متظاهر اعتقلوا بتهمة “الإخلال بالنظام العام” و95 من رجال الشرطة جرحوا، متحدثة عن “استفزازات” للمتظاهرين عبر قطع الطرق وحركة المرور.

ودعت، اليوم، روسيا التي تشكل كازاخستان بالنسبة إليها أهمية كبيرة كشريك اقتصادي إلى الحوار وليس إلى “الشغب لتسوية الوضع”.

في هذا الوقت كانت خدمة الانترنت وشبكة الهواتف النقالة مقطوعتين، اليوم الأربعاء، في هذه الجمهورية السوفياتية سابقا.

وكتبت المجموعة المختصة في مراقبة الشبكة العنكبوتية “نيتبلوكس” مغردة، عبر “تويتر”، أن البلاد تشهد “عطلًا في الانترنت على المستوى الوطني”.

وأضافت المنظمة غير الحكومية أن هذا العطل “يُفترض أن يحدّ بشدة من تغطية التظاهرات المناهضة للحكومة التي تتكثّف”.

وفيما تعذر التواصل مع مراسلي “فرانس برس”، مساء اليوم، كانوا أبلغوا أن خدمة الانترنت متقطّعة وتطبيقات المراسلة “تلغرام” و”سيغنال” و”واتساب” غير متاحة، بينما بدا موقعان لوسيلتين إعلاميتين مستقلّتين محجوبين.

حاولت الحكومة، في البداية، تهدئة المتظاهرين، من دون جدوى، عبر خفض سعر الغاز المسال وتثبيته عند 50 تنغي (0،1 يورو) للتر الواحد في المنطقة، مقابل 120 في بداية العام.

وتحدث، اليوم، التلفزيون عن اعتقال مدير مصنع لمعالجة الغاز ومسؤول آخر في منطقة مانجيستاو حيث تقع جاناوزن.

وقال إنهما متهمان بـ”زيادة سعر الغاز دون سبب”، ما “أدى إلى احتجاجات حاشدة في جميع أنحاء البلاد”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.