العلّامة فضل الله: الخارج لن يفعل شيئاً وقرارات مجلس النواب لاسترداد الأموال المنهوبة حبر على ورق

العلّامة السيد علي فضل الله
0

تناول العلّامة السيد علي فضل الله، في خطبة صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين (ع) بحارة حريك، موضوع المساعي المحلية والخارجية لتأليف حكومة لبنان وقال:

“بعد أن أصبح واضحاً أن تأليف الحكومة هو السبيل الوحيد لوقف الانهيار ومنع الفوضى، لكن رغم كل هذا الحراك وصولاً إلى الضغوط التي وصلت إلى حد التهديد بالعقوبات على المعطلين لتأليف الحكومة، والأفكار التسووية التي تسوق من قبل بعض قيادات الداخل لا تزال الحكومة عالقة وأسيرة التعنت في مواقف من بيدهم أمر التشكيل وعدم رغبة أي منهم بتقديم التنازلات للفريق الآخر، والذي لم يعرف اللبنانيون أسبابه هل هو العدد او الثلث المعطل أو عدم رغبة بالرئيس المكلف أو انتظاراً لأمر خارجي أم كل ذلك وهذا إن استمر سيجعل أمد التأليف طويلاً ويبقي البلد في الفراغ الذي لا تحمد عقباه على صعيد الوطن والمواطن”.

أضاف: “إننا أمام كل ذلك نعيد الدعوة إلى كل الذين لا يزالون يقفون حجر عثرة أمام هذا التشكيل أن يتبصروا جيداً بتداعيات مواقفهم على الأهداف التي يسعون إليها سواء على مستوى مواقعهم أو طوائفهم أو مستقبلهم السياسي فليس هذا السبيل هو لتحسين مواقعهم ولا هو ما يحفظ طوائفهم أو ما يؤمن لهم مستقبلاً سياسياً أو نفوذا.

وتابع: “لقد أصبح واضحاً على صعيد تأليف الحكومة أن لا أحد قادرا على إلغاء الآخر أو حمله على ترك الموقع الذي هو فيه، أو أن يمسك وحده بقرار تأليفها. لذا وفروا على هذا الوطن وإنسانه كل هذا الوقت الضائع الذي ينعكس سلباً على اقتصاده وأمنه وسياسته وصورته في الخارج”.

ولفت: “إنّ الخارج لن يستطيع أن يفعل شيئاً لكم، ولم يفعل شيئاً إن لم يقم من هم في مواقع المسؤولية بمسؤوليتهم في إنقاذ هذا البلد.

في هذا الوقت يبقى البلد عرضة للمتلاعبين بالدولار وارتفاع أسعار المواد الغذائية وأسعار المحروقات فيما يبشر المسؤولون عن الكهرباء بالعتمة بعد التقنين القاسي، وحاكم مصرف لبنان بعدم قدرته على الاستمرار في دعم المواد الغذائية والأدوية والمحروقات لأكثر من شهرين مع كل تبعات ذلك على أسعارها، مع تصاعد طلبات اللبنانيين للهجرة إلى الخارج، وخصوصاً أصحاب الكفاءات من الأطباء والمهندسين والمهنيين.

فيما لا يزال الفساد يأكل أخضر البلد ويابسه، وإذا كانت تصدر بين فينة وأخرى قرارات من المجلس النيابي بمحاربته، وكان آخرها قانون استرداد الأموال المنهوبة فهي رغم أهميتها تبقى حبراً على ورق، لخلوها من آليات لتنفيذها فالذين يمسكون بالقرار لن يخطوا أي خطوة تدينهم أو تفقدهم امتيازات تؤمن لهم القدرة على الإمساك بقرار الناس والبلد. لذا لا خيار أمام اللبنانيين إلا بالاستمرار بمعركتهم بمواجهة الفساد والهدر والعمل لاسترداد الأموال المنهوبة، وودائعهم في البنوك وأن لا يكفوا عن رفع صوتهم عالياً في وجه كل الفاسدين أياً كانت طوائفهم ومذاهبهم ومواقعهم.

ونبقى في الداخل اللبناني لندعو مجددا للعودة إلى الحوار والبعد عن السجالات عبر المنابر السياسية والدينية في كل ما يتعلق بأمن البلد وقوته لأن في ذلك إضعافاً لمناعته في وقت هو أحوج ما نكون فيه للحفاظ على مواقع القوة التي أثبتت فعاليتها في مواجهة الإرهاب الذي يتهدد البلد والعدو الصهيوني الذي لا يكف عن اعتداءاته واستعداداته.

وفي مجال آخر فإننا في يوم الأرض الذي مر مع الأسف هذا العام من دون أي تعبير عنه في العالم العربي والإسلامي سوى من أصوات ارتفعت في داخل فلسطين.

إننا في هذا اليوم نحيي الشعب الفلسطيني الذي لا يكل ولا يمل للعمل على منع تهويد ارضه وابتلاعها، وندعوه للاستمرار على هذا الطريق وتعزيز وحدته في مواجهة الساعين لإيجاد شرخ بين فصائله أو بتيئيسه.

وندعو الشعوب العربية والإسلامية إلى إبقاء هذه القضية حاضرة في الأذهان فلا تضيع ولا تصبح على هامش قضاياه فهي إن سقطت فلن يبقى لهذا العالم قوة ولا وزن ولا أمن ولا استقرار.

وأخيراً، نتوجه بالتهنئة إلى إخواننا المسيحيين في الوطن بمناسبة الأعياد، التي نأمل أن تحمل معها للبنان سبيل الخلاص من الواقع المتردي الذي وصل إليه، والأمل والرجاء للبنانيين بمستقبل أفضل لهم”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.