العلّامة فضل الله يتوقف عند التهديدات الإسرائيلية ويخاطب المحتجين: مشكلتكم ليست مع الأملاك العامة

العلّامة السيد علي فضل الله
0

توقف العلّامة السيد علي فضل الله في “حديث الجمعة” عند تصريحات رئيس أركان جيش العدو الإسرائلي وتلويحه باستخدام القوة واستهداف المدنيين، واضعاً “هذه التهديدات في إطار استعراض القوة والتهويل والخوف من أي تطورات قد تكون على حساب هذا العدو”…

وقال: “ان هذا ينبغي ألا يدعونا الى ان لا نكون على حذر من أي مغامرات قد يقدم عليها هذا العدو عندما يرى الفرصة مناسبة، وهذا لا يتم إلا بالوحدة واستنفار كل عناصر القوة والتي لا بد من عدم التفريط بها والتي تبقى الرادع الأساس له”.

وفي الشق اللبناني من كلمته ركز على ما يشهده لبنان “من تداعيات يعاني منها اللبنانيون على الصعيدين المعيشي والحياتي والذي تفاقم بعد قرار الإقفال الذي لم تتخذ فيه الدولة أية إجراءات سريعة لمساعدة من قد يتأثرون به، ما ادى الى الاحتجاجات التي جرت في أكثر من منطقة لبنانية ووصلت إلى حد المصادمات الدامية التي جرت مع الجيش اللبناني والقوى الأمنية وهي وإن بقيت حتى الآن في إطار محدود لكنها إن لم تعالج أسبابها، فقد تكون هذه هي الشرارة الأولى التي تؤدي إلى الفوضى الأمنية والتي لطالما حذرنا منها ومن تداعياتها وممن قد يستغلها ويدخل على خطها، وهناك من ينتظر ذلك للعبث بأمن هذا البلد وتنفيذ أجنداته فيه”.

وفيما دعا “الدولة مجدداً إلى تحمل مسؤوليتها تجاه مواطنيها والقيام بكل الخطوات المطلوبة منها لإخراجهم من أزماتهم ومعاناتهم” توجه إلى المحتجين قائلاً “لكل من يعانون في جوعهم وفقرهم وعدم قدرتهم على تلبية حاجاتهم وحاجات أولادهم إن من حقكم أن تثوروا وتعبروا عن وجعكم ومعاناتكم، ولكن ينبغي الا توجهوه إلى من يعانون مثلكم من الجيش والقوى الأمنية ومن ضحوا بحياتهم للحفاظ على أمنكم وسلامتكم، بل إلى من هم السبب في إيصالكم إلى ما وصلتم إليه، فهؤلاء هم الذين ينبغي أن توجهوا غضبكم اتجاههم..

وفي الوقت نفسه، ندعوكم إلى الوعي وأن لا تسمحوا لأحد بأن يستغل آلامكم ومعاناتكم ويتسلق من خلالها لتحقيق أهدافه الذاتية ومصالحه الخاصة، وحتى لا تكونوا جزءاً من الصراع الجاري بين من هم في مواقع الحكم أو يستفيد منها الخارج للعبث بهذا البلد..

إننا نريد أن تبقى أهدافكم ووسائلكم نظيفة، حتى لا تذهب تحركاتكم سدى ولا تحققوا الأهداف التي عملتم لأجلها، كما حصل في التحركات السابقة… اننا نقول للمحتجين مشكلتكم ليست مع الأملاك العامة والخاصة بل مع السياسيين الذين افقروا هذا البلد والتعرض للاملاك العامة لن يحقق لكم أهدافكم ومطالبكم بل تزيد الأمور تعقيدا”.

صحياً جدد في حديثه عن تداعيات جائحة “كورونا” “دعوتنا بضرورة توفير كل السبل لدعم هذا القطاع وإسناده بكل الوسائل الضرورية لأداء دوره.. وندعو مجدداً إلى التقيد التام بإجراءات الوقاية حتى في إطار الاحتجاجات التي تجري حتى لا نصل الى كارثة على الصعيد الصحي إن استمر الوضع على هذه الحال، مشدداً “على التقيد التام بإجراءات الوقاية وعلى الإسراع بتوفير اللقاح ليشمل كل اللبنانيين، وأن يوزع وفقا للأصول”..

حكومياً لاحظ العلّامة فضل الله أن “تأليف الحكومة وبعد ثلاثة أشهر أسير لعبة عض الأصابع وليّ الأذرع بين القوى السياسية من دون أن يأخذ من هم معنيون بالتكليف معاناة اللبنانيين التي تزداد يوماً بعد يوم في الاعتبار، وما آل وقد يؤول إليه البلد، وإذا كان هناك من ينتظر الخارج، فإننا نرى أنه ينتظر سراباً لن يأتي بعدما أصبح واضحاً أن هذا الخارج لا يزال مشغولاً بأزماته، ولن يساعد اللبنانيين ما دام اللبنانيون غير معنيين بمساعدة أنفسهم”.

وخاطب “من هم في مواقع المسؤولية على هذا الصعيد، إنكم تتحملون أمام اللبنانيين وأمام الشارع المسؤولية عن كل ما يجري للبنانيين من آلام ومعاناة وتبعات، وعليكم أن تتقوا غضبهم ولعنة التاريخ… إن عليكم أن تعوا أن مواقعكم التي أنتم فيها، ليست ملككم”.

أمنياً أبدى خشيته من ان تزداد “الحوادث الأمنية المتكررة ومنها حوادث السرقة، وكان آخرها الحادثة الأليمة التي جرت في البقاع والتي أودت بحياة شاب وإصابة ولده، والتي نخشى أن تزداد بفعل الظروف الاقتصادية والتفلت الأمني”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.