لين ضاهر تستجوب السياسيين

"إستجواب سياسي"/ لين ضاهر
0

الحديث عن الفضائح ليس محصوراً في زمان او مكان معيّن فصفحات التاريخ ملآى بالملفات التي منها ما تم إغفالها وأخرى أقفلت أو تم رميها لأسباب مختلفة.

و”الفساد” مصطلح اطلق للدلالة على مسلسل الفضائح الطويل، لكن ليس للانسان أن يعتبره قضية قابلة للحل وإلًا لكان المجتمع البشري في أفضل حال.

عندما خلق الله الانسان وضع في هوى نفسه الشر بمعنى أنّ “الفساد” وُلِد مع الانسان، فقد قال الله العظيم: “النفس أمارة بالسوء” وهو أراد بكلامه هذا أن يثبت ميل بني البشر إلى ارتكاب الفظائع ونهاهم عن ذلك بالإيمان ليكونوا قريبين منه وإلا فجهنم مثواهم “وبئس المصير”.

صحيح ان الإنسان ابتعد عن الله لكن في المجتمع البشري هناك الكثير من الصالحين الذين يضرب بهم المثل ومع الأسف تطفو على السطح قصص كثيرة عن ملفات فتحت وأخرى أقفلت لغايات وغايات لا حصر لها وهي تتعلق بفضائح “أغنت” تاريخ لبنان الحديث، سياسياً واقتصادياً واجتماعيا.

الإعلامية اللبنانية لين ضاهر في صورة تحاكي ذاتها

من يتتبّع الحياة اللبنانية، بتفصيلاتها اليومية منذ ما بعد سنوات من نَيْل لبنان استقلاله، يلحظ كيف أن هذا البلد غرق في قضايا عدة كان بالإمكان تجنبها، في مختلف الحقول، ما شكّل أثقالاً ارهقت الدولة وأخرت انطلاقتها إلى حين تسلّم العماد فؤاد شهاب رئاسة الجمهورية وأخذ يبني المؤسسات الضامنة لاستمرارية هيكل الدولة وحماها بسياج آمن هو “المكتب الثاني” الذي ألحقه بالقصر الجمهوري وكان الشرط الأول للانخراط في سلك الدولة عدم انتماء أي فرد للأحزاب، بعكس الحاصل، الآن، أن تكون حزبياً اولاً وإلا أمام المواطن الصالح خيار من اثنين: الهجرة او العمل في أي وظيفة خارج إطار الدولة.

وفي يومنا الحاضر ليس من المستغرب، إطلاقاً، ما يحصل بلبنان، ذلك أن الذين كانوا يتحاربون على الأرض احتلوا الوظائف العامة من دون أن تكون لديهم المؤهلات المطلوبة وهذه هي الطامة الكبرى التي لن تنتهي إلا بمعجزة.

الإعلامية اللبنانية لين ضاهر تحاول، من خلال هذا الكتاب، أن تعكس صورة المعاناة التي يعيشها كل فرد في لبنان حيث أصبحت الحياة في وطن الأرز صعبة لدرجة الاختناق.

منصور شعبان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.