وفاء قصيباتي: “إدعاءاتٌ كاذبة”

إدعاءات كاذبة
0

“إدعاءاتٌ كاذبة”

كمْ أجْمعوا وكم ادّعوا
أنّ الكتابةَ مَقبرة
فيها توفّي نصفُ أربابِ السلام
والعاطلون عن الغرام
فيها توارى الصامتون تأدّباً
والمؤمنون بفكرة الموتِ الزئام

……

مابالهم
قد ألبسونا جهلهم
الكارهون لفكرنا
وأدوا أصالة حرفنا
ونَعوا رفات المِحبرة
وإذا استشاط سِجالهم
سأجيبهم

…….

أنّ الكتابة حِرفةٌ
للشاعرين بكلّ أوجاع الأنام
من ينجبون الحرفَ طُهراً
من رحم السلام
إنْ جاهدوا ،، فجبابرة
إنْ ثابروا ،، فعباقرة
إن نامت الآلام بين ضلوعهم
فترى رفات جراحهم
نبتتْ قصائدَ مزهرة
وإذا قلوبٌ أينعتْ
بالخير باتت مثمرة
واذا توهّج فكرهم ..
لمعتْ عقولٌ نيّرة

…………….

إن الكتابة
كالفضاءِ تضمّنا
كالنجم في العلياءِ
– كم ترقى بنا
نرنو اليها مثقلينَ كما الجبالِ
-نعودُ منها مُفرِغين همومنا
واذا بضيقٍ ضجّ في أقفاصنا
فيها امتلاءُ فراغِنا
هي بلسمٌ من جرح دهرٍ علّقمٍ
هي رفعةٌ عن كل أحقاد الدّنى

……………….

إنّ الكتابة حالةٌ ،،
تغزو كما المستعمَرة
تحتلّنا
تندسُّ بين عروقنا
في جلدنا في عظمنا
وتصبُّ بين ضلوعنا
تحيي دروباً مقفرة

…………

في عتمة الشفق الأخير
-إبّان المغيب
تنسلّ من فوق الشواهد
-خلسةً
تأبى وداع رحالنا
تجثو تقبّل تُربنا
وتلامس الرمق الوئيد لجسمنا
ترنو لمثواها الأخير
-على الأناملِ
تستجدي النحيبَ
-تشيرُ فوق ضريحنا
قد مات فخراً.. كاتبٌ
قد عاش حرّاً ها هنا
قد عاش حراً
لن يموتَ لطالما
أنّ الكتابةَ مُهرةٌ
صعدتْ بروحه برزخاً
حيث الخلودْ
روحان في كلً تراءى ظلّنا
نحيا بها تحيا بنا
فنعيش بعد رحيلنا
أبداً تعيش حروفنا ..

*************
أخبرْ جميعَ من ادّعوا
أو أَجْمعوا
أنّ الكتابةَ مقبرة
إنّ الكتابةَ درّةٌ
كالفحم في وسط الدّجى
في الضغط تغدو ماسةً
في الظلّ تبدو مبهرة
مهما تدارى سحرها بغبارهم
حتماً ستبقى” جوهرة “

د. وفاء قصيباتي شحرور

#إدعاءاتٌ_كاذبة
#وفاء_قصيباتي_الجوني

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.