قبل انتهاء عهد رئيس الجمهورية ميشال عون بأربعة أيام، أي عند الساعة صفر من ليل الإثنين – الثلثاء/ 31 – 01/ 11/ 2022، وقّع لبنان وإسرائيل اتفاق ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، عصر اليوم الخميس 27/10/2022، في رأس الناقورة، جنوب لبنان، بعد عشر سنوات حامية من المفاوضات.
الوقائع لم تخلُ من بعض المفاجآت عندما رفض الوفد اللبناني الدخول الى مقر “يونيفيل” في الناقورة لتسليم رسالة اتفاق الترسيم للوسيط الأميركي، الساعة الثالثة بعد الظهر، بسبب خرق زورق اسرائيلي للمياه الاقليمية اللبنانية، الطفافاف والعلامات البحرية.
هنا امتنع الوفد عن الدخول قبل انسحابها من المياه اللبنانية، وقد تبلغ رئيس الجمهورية ميشال عون بما حصل عن طريق مستشاره، نائب رئيس مجلس النواب، إلياس بو صعب الذي تدخل لدى قيادة القوات الدولية فَسُوّيَ الأمر بوساطة تولتها “يو. إن” التي أرسلت إحدى سفنها العسكرية الى حيث الخرق الإسرائيلي مما اضطر زورقها الانسحاب، إذّاك دخل الوفد اللبناني المكان المخصص واستكملت المراسم.
ومن فوره عاد الوفد اللبناني الذي ضم مدير عام رئاسة الجمهورية انطوان شقير والعميد الركن منير شحادة، مفوض الحكومة لدى القوات الدولية ووسام شباط عضو هيئة ادارة النفط واحمد عرفة رئيس مركز الاستشارات القانونية في وزارة الخارجية الى بعبدا حيث تم تسليم الرئيس عون رسالة الاتفاق.
هذا في الوقت الذي أعلن الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله، خلال افتتاح معرض “أرضي” للمنتجات الزراعية والحرفية في مجمع سيد الشهداء بالضاحية الجنوبية لبيروت، أن ما حصل في ملف الترسيم هو انتصار كبير وكبير جداً للبنان الدولة والشعب والمقاومة، نافياً اي علاقة للاتفاق مع ما يروّجه البعض على أنه تطبيع مع العدو وأشار إلى أن كل ما حصل مفاوضات غير مباشرة.
وتناول نصر الله ملف ترسيم الحدود البحرية، مشيراً الى أنها تجربة تستحق الوقوف عندها بشكل مفصل “وسنؤجل الحديث عنها إلى مساء يوم السبت المقبل”.
وأعلن نصر الله انتهاء مهمة المقاومة في الجانب المتعلق بملف ترسيم الحدود البحرية، مضيفاً: “اليوم تنتهي كل التدابير والإجراءات التي كانت متخذة سابقاً” وتوجه إلى “المقاومين الذين وصلوا الليل بالنهار في الفترة الماضية بالشكر الجزيل وأقول لهم المهمة أنجزت”.
