رئيس من وحي المرحلة المقبلة

سفراء السلام
0

عادة ما تلتقي المصالح الدولية في الشخص الذي تؤول إليه رئاسة الجمهورية اللبنانية ومن يستعرض الأسماء يلمس ذلك.

في لبنان، ليس كسائر الدول. نظام برلماني – طوائفي وأحزاب شتّى مختلفة الميول والأهداف، تتمتع بارتباطات خارجية تغطيها ألوان العلم اللبناني.

الآن، هناك معركة رئاسة الجمهورية بين قادة يأخذ كل واحد منهم لبنان في اتجاه، شرقاً قريباً وغرباً بعيداً يسعى…

مَنْ يُطلَق على تسميتهم: “التغييريون”، هم ممّن تولّدوا قبل سنوات قليلة من “الحوادث اللبنانية” وخلالها ترعرعوا على ركام انفجاراتها والمواقف السياسية، بنت تلك المرحلة، فطفوا على سطح المجتمع بكل المسمّيات الحزبية – الطائفية البعيدة عن الولاء الوطني الصحيح، تحت تأثير جنسية السفراء والتسويق، فبلغ النّشْأ مبلغه في العقول وهذا واضح، تماماً، عبر الانتخابات.

ومن هنا يمكن البناء على تطور الأحداث ومنحاها؛ الأوضاع، كلها، تبدلت بحيث لا يستطيع اللبنانيون “التوافق” للاتيان برئيس يعتلي سدّة المنصب “الفخم” والمؤشرات تؤكد أنّ القصر الجمهوري لن يبقى فارغاً مهما طالت مدة الفراغ.

لكن السؤال المطروح يتمحور حول قدرة اللبنانيين على الاتفاق أو “التوافق” لإنهاء استحقاق دستوري ظهر أنهم من المستحيل أن عند رأي بسبب طبيعة انتماءاتهم وولاءاتهم، ومن يعود إلى الوراء يتذكر أن انتخاب رئيس جديد للجمهورية ولا مرة تحقق إلا بإرادة خارجية.

في الفترة التي سبقت اغتيال رفيق الحريري كان لبنان مغموراً بوجود الجيش العربي السوري وسط استقرار أمني وسياسي شجع على الاستثمار العقاري وحلول الاستحقاقات بمواعيدها الدستورية، هذا الأمر لم يعد وزاد الشقاق.

إذاً، الأزمة تشظت ازمات والبلد مكشوف وكل “الزعماء” اللبنانيين قلوب تخفق في أجساد اخرى وإن تم “التوافق” حول شخصيةٍ “ما” هل سيكون باستطاعته أن يحكم.

الصيرورة التاريخية تثبت أنّ الدور السوري حاسم في هذا المطاف بحيث أنه، إذا لم يُستَشر الرئيس السوري بشار الأسد، سيكون وضع الرئيس المنتخب صعباً، بعد الاعتبارات الدولية الآخذة بإبداء الاحترام للأسد الذي بدأ قادة العالم ينظرون، جدياً، في العودة الى كسبه كزعيم عربي خرج من اصعب أزمة وجودية على الإطلاق؟ وفي هذا اعتراف بالموقف الروسي والدعم الواضح من الرئيس فلاديمير بوتين ورجال “حزب الله” ومركزية ايران التي فتحت كافة قنواتها العربية، من خلال اتفاقها مع السعودية، ما يعزز الحديث عن تحوّل الرياض باتجاه دمشق ونية تركيا بما سيكون قريبا…

والتفصيلات تتوضح شيئاً فشيئاً لمجيء رئيس من وحي المرحلة المقبلة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.