يبحث المسؤولون اللبنانيون عن حكومتهم في عواصم العالم المشغولة بهمومها “المكورنة” فيما السفراء المعتمدون لا يهدأون، إتصالات ومواعيد رسمية، للاطلاع والنُصْح ورفع التقارير الى حكوماتهم ما يسمح بالتدخل الدولي.
مرت شهور والمسؤولون اللبنانيون يتدارسون ولا يقررون لأسباب وأسباب مهما قيل أو يقال فيها فإنها تدل على الضعف باتخاذ القرار.
مبعوثون دوليون جاؤوا بنية تقديم النصح وغادروا كما جاؤوا وكان آخرهم وفد مصري رفيع رئسه وزير الخارجية سامح شكري الدبلوماسي اللبق الذي خرج من لقاء وفده مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مذهولاً مما سمع.
في الأجواء أن “فخامة الرئيس” لم يناقش مع الوزير شكري معضلة تأليف الحكومة اللبنانية، لا بل ان الرئيس عون أصر على أن يكون “صهره” رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل محور الحديث من خلال معرفة ما إذا كان شكري سيلتقي به أم لا وحاول “فخامته” إقناع شكري بلقاء باسيل.
باسيل، رجل مثير للجدال يصح فيه لقب “وزير الجمهورية”، نظراً لتمتعه بهامش واسع يسمح له بإعادة النظر في أي ملف يمسك به، وهذا ما تثبته مسيرته العنكبوتية، فهو، إستناداً للوقائع التي يتم التداول بها داخل الغرف المقفلة، يعمل على تأمين اجتماع مع الرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري في باريس بهدف عقد “ديل” أي “اتفاق” يضمن انتخابه رئيساً للجمهورية باعتماد القاعدة التي تمت على أساسها التسوية الرئاسية وأوصلت “عمه” عون إلى “الكرسي الفخم”.
وفي المعلومات أن عون وباسيل سيواصلان مع فريقهما “الضغط” على الحريري إلى أن يمل ويعطي باسيل ما يريد.
من جهة أخرى تفيد المعلومات أن باسيل يواجه عقوبات اميركية جديدة إلى جانب أعضاء في “التيار الحر” لذا يُنظر إليه، أيضاً، على أنه هو من يعرقل التأليف.
وتضيف معلومات المجالس أن الأزمة مستمرة حتى نهاية العهد وأن الانتخابات النيابية مستبعد حصولها لأنها تحتاج الكثير من الأموال والدولة غير قادرة على إجرائها، ما يعني، والكلام لمصادر المعلومات، أن باسيل يخطط لإبقاء “البلد مجمداً”، والرئيس عون، في هذه الحالة، سيبقى في قصر بعبدا كرئيس “يواصل تصريف الأعمال” لحين حصول انتخابات جديدة.
بالنسبة للرئيس سعد الحريري، بحسب المعلومات، السعودية ليست مهتمة برئاسته للحكومة، وتعتبر انه “إنبطح” لباسيل وإيران بسبب عدم اعتذاره عن التأليف فيما هو يحاول، عكس ذلك، إثبات صموده.
وفي المعلومات أنه في حين ان موضوع تأليف الحكومة لم يبحث، خلال اللقاء، سرت أجواء مفادها أن القاهرة تحاول الضغط على “حزب الله” في هذا الأمر وترمي عليه مسؤولية تعطيل التأليف، بيد أن مصادر المعلومات أكدت، بشكل قاطع، على لسان أحد اعضاء الوفد، أن لا نية إطلاقاً لدى القاهرة للضغط على الحزب.
خارجياً، في المعلومات أن ما يهم الإدارة الأميركية، الآن، الانتخابات الرئاسية الإيرانية والسورية والعراقية ويأتي الموضوع اللبناني في المرتبة التالية.
منصور شعبان