مفتاح باب الحارة في قرار الحريري

سفراء السلام
0

نتائج الإنتخابات النيابية اللبنانية فتحت كوّة كبيرة في الجدار وأقفلت المرسح على مشهد جديد من الخطأ التغافل فيه عما يعتري العلاقات بين الدول المؤثرة وارتباطه بالوضع في لبنان. هناك ملفات كثيرة يتم طرحها وأخرى تُترك لحينها، محلياً وخارجيا.

وما أن اعلنت الارقام حتى بات الحديث متمحوراً حول من سيكون رئيساً لمجلس النواب وشكل الحكومة ورئيس الجمهورية المقبل واستأنف الأطراف إطلاق التصريحات المتضادة بقساوة تؤشر لمستقبل غير واضح المعالم، فيما القطار يسلك سكة امتدادها في غير اتجاه.

الجميع فازوا، لكن الأكثرية العددية لدى الحلفاء بقيت لصالح ما كان يعرف بقوى “8 آذار”، حافظت على نفسها، في ظل واقع بات يفرض، الآن، الدخول في مساومات بعد نجاح نشطاء “17 تشرين” بدخول الندوة النيابية مكان “تيار المستقبل”.

وفي قراءة متأنية تظهر أنّ ما حصل هو إنقلاب “مدني” لإدخال تعديل على الواقع بغية الوصول إلى “تغيير” يسعاه “المجتمع الدولي” عند باب مقفل فشل بكسره، لذا كان القرار بإبعاد “تيار المستقبل” الذي يتمتع بشعبية عريضة مطاطية الحجم قوية، ويعكف المتعاطفون معه على إجراء تقييم هادئ لتأثير صمته المدوّي والتفكير ملياً في كيفية إدارة الساحة السياسية.

ويبدو أن المهمة، مع صعوبتها جداً، ليست متعثرة فيما لو توفرت الإرادة والصبر بلا تفاخر لإدارة حُسْن التفكير بعقل بارد؛ فمهما قيل وكتب على سطح ورق مقصقص تم إدخاله في كتاب مفتوح، هناك من ينظر بعين ثاقبة، باتجاه الأقوياء الذين رفعوا الصوت، خلال الحملات الانتخابية، منبهين بأن هذه المعركة مصيرية، ما هي خطوتهم اللاحقة في الجولة المقبلة من “الحرب التغييرية” على الساحة اللبنانية للإمساك بمفتاح “باب الحارة” والتحكم بالاوتوستراد العربي وشامه على طريق الحرير وهنا مكن الصراع الكبير عند محور الشرق.

الرئيس سعد الحريري هو العنوان الإقليمي – الدولي لهذا يتمتع بسطوة مكّنته من ابعاد محازبيه “السُنّة”، وهو العارف، في خطوة اعتقد الكثيرون ممّن لا يوافقونه مِنَ “السُنّة” أنهم، بعبارة صريحة، إرتاحوا مِنْ خطر انتخابي قوي لتخلو لهم الساحة، وسرعان ما تبيّن العكس من النتائج.

منصور شعبان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.